لليوم الثالث على التوالي يواصل المتحف المصري الكبير استقبال الجمهور، في مشهد يؤكد أن المتحف المصري الكبير سيتحول بصورة تدريجية إلى محط اهتمام دائم للسياح من مختلف دول العالم، وقد شهد المتحف منذ لحظة افتتاحه للجمهور في 4 نوفمبر الجاري، إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق من المصريين والسياح الأجانب الذين توافدوا بالآلاف منذ الساعات الأولى لبدء الزيارة الرسمية، فقد تجاوز عدد الزوار في اليوم الأول عشرين ألف زائر، فيما استمرت الأعداد في التزايد مع اليوم الثاني وحتي اليوم، ليغدو المتحف الحدث الأبرز على الساحة الثقافية والسياحية العالمية.
ومنذ اللحظة الأولى لدخول الزائر إلى الساحة الأمامية، يجد نفسه في مواجهة تمثال رمسيس الثاني المهيب، الذي يستقبل الزوار كـ"حارس بوابة التاريخ" في البهو الرئيسي بارتفاع 11 مترًا، فقد أصبح أحد أكثر نقاط التصوير شهرة بين الزائرين، فيعداستعدادا لبدء رحلة فريدة عبر آلاف السنين من الإبداع الإنساني.
روائع القاعات التي خطفت الأنظار داخل المتحف المصري الكبير
وفي جولة داخل المتحف، تصدرت قاعة توت عنخ آمون قائمة أكثر القاعات جذبًا للزواز، حيث خُطفت الأنظار نحو قاعة الملك توت عنخ آمون التي تعرض كامل مقتنيات الفرعون الذهبي لأول مرة في التاريخ داخل مساحة تبلغ 7500 متر مربع، مزودة بأحدث تقنيات العرض المتحفي، حيث يعيش الزائر تجربة بصرية غامرة وسط أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، من العرش الذهبي والتوابيت المزخرفة إلى المجوهرات والأسلحة الملكية.
كما نالت قاعة مراكب خوفو إعجاب الزوار، حيث تُعرض للمرة الأولى القطعتان النادرتان جنبًا إلى جنب في مشهد يحاكي عبقرية المصري القديم في الصناعة والهندسة.
وبين القاعات، يخطف الدرج العظيم الأبصار بسلالمه الواسعة وتماثيله الملكية الشامخة التي تقود إلى مشهد بانورامي للأهرامات من خلف الزجاج.
صرح ثقافي يعيد رسم خريطة السياحة العالمية
ولم يكن هذا الإقبال الاستثنائي مجرد حماسة لحضورالافتتاح الرسمي للجمهور، بل تأكيد على أن المتحف المصري الكبير أصبح صرحًا ثقافيًا عالميًا يعيد رسم خريطة السياحة الدولية، فالمتحف لا يكتفي بعرض الآثار، بل يقدم تجربة حضارية متكاملة تمزج بين الأصالة والحداثة، والتاريخ والتكنولوجيا، مما يجعل زيارته رحلة إنسانية قبل أن تكون أثرية.
فقد تحوّل الحلم الذي بدأ قبل أكثر من عقدين إلى واقع نابض بالحياة، لتكتب مصر صفحة جديدة من أسطورتها الخالدة أمام أنظار العالم، فأصبح المتحف الآن المحور الرئيسي للسياحة الثقافية في مصر، ووصفته وسائل الإعلام العالمية بـ“الهرم الرابع”، لما يجمعه من تناغم بين العراقة والحداثة.
ويتوقع الخبراء أن يسهم المتحف في رفع عدد السياح إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2028، ليصبح بحق هدية مصر للعالم ورمزًا خالدًا لتجدد الحضارة المصرية عبر العصور.








0 تعليق