كشفت نشرة طبية صادرة عن المركز القومي للبحوث، أعدتها الدكتورة سلوى كمال محمد حسن، أستاذ كيمياء تلوث الهواء ورئيس قسم بحوث تلوث الهواء، عن نتائج مثيرة للقلق تربط بين تلوث الهواء وصحة الطلاب، وتأثير ذلك على قدرتهم على التركيز والتحصيل الدراسي. 

الدراسة أوضحت أن جودة الهواء في البيئة المحيطة بالمدارس لا تؤثر فقط على الجهاز التنفسي، بل تمتد آثارها إلى الأداء الذهني والمعرفي للطلاب.

تلوث الهواء يقلل من التركيز والانتباه

تؤكد الدراسة أن الجسيمات الدقيقة والملوثات الغازية، مثل ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، تؤثر سلبًا على تدفق الأكسجين إلى المخ، مما يؤدي إلى ضعف الانتباه وتشتت التركيز وصعوبة الاحتفاظ بالمعلومات أثناء الحصص الدراسية. 

وأوضحت أن التعرض المزمن لهذه الملوثات يجعل الدماغ في حالة إجهاد دائم، ويُضعف قدرته على أداء الوظائف العقلية بكفاءة.

التعب والإرهاق عدوّ العملية التعليمية

بحسب ما ورد في الدراسة، فإن الهواء الملوث يرهق الجهاز التنفسي ويُضعف كفاءة الرئة، مما يجعل الطلاب أكثر عرضة للشعور بالتعب والخمول خلال اليوم الدراسي. 

هذه الحالة المستمرة من الإرهاق البدني والعقلي تؤثر بشكل مباشر على دافعية الطلاب وقدرتهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية داخل الفصول.

ازدياد حالات الربو والصداع بين الطلاب

أشارت الدكتورة سلوى كمال إلى أن المدارس الواقعة بالقرب من الطرق المزدحمة بعوادم السيارات تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات نوبات الربو بين الأطفال، نتيجة الاستنشاق المستمر للأبخرة السامة والملوثات الدقيقة. 

كما أن استنشاق أول أكسيد الكربون يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدماغ، مسبِّبًا الصداع المزمن والدوخة، وهي أعراض شائعة بين طلاب المدارس في المناطق ذات الهواء الملوث.

التلوث يضعف التحصيل الدراسي ويهدد المستقبل

خلصت الدراسة إلى أن مستوى التلوث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بانخفاض درجات التحصيل العلمي، حيث أظهرت المقارنات أن الطلاب في المدارس المحاطة ببيئة ملوثة يحققون نتائج أقل بكثير من نظرائهم في المناطق ذات الهواء النقي. 

وترى الباحثة أن تحسين جودة الهواء داخل المدارس وحولها ضرورة وطنية لضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة تساعد على بناء جيل يتمتع بقدرات معرفية قوية وصحة أفضل.