يشهد قطاع التعليم العالي في مصر خلال السنوات الأخيرة تحولا جذريا نحو نموذج الجامعات الذكية، في خطوة تمثل أحد أبرز ملامح الثورة الرقمية التي تتبناها الدولة ضمن استراتيجيتها للتحول الرقمي وبناء الإنسان المصري، حيث أصبح مفهوم الجامعة الذكية واقعا تتجسد ملامحه في البنية التحتية، وأساليب التدريس، ونظم الامتحانات، وإدارة الخدمات الجامعية إلكترونيا.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد عزيز، عضو هيئة التدريس بجامعة عين شمس، إن التحول الرقمي في منظومة التعليم العالي يمثل نقلة نوعية في تاريخ الجامعات المصرية، موضحًا أن ما تشهده الجامعات من تحديث في البنية التحتية وتوظيف للتكنولوجيا في التعليم والإدارة يعكس رؤية الدولة لبناء نموذج أكاديمي حديث قائم على الابتكار والمعرفة.
وأشار عضو هيئة التدريس في تصريحات خاصة للدستور، إلى أن مفهوم الجامعة الذكية لم يعد مجرد توجه مستقبلي، بل أصبح واقعا ملموسا يسهم في تحسين جودة التعليم، ويتيح للطلاب فرصا أكبر للتعلم التفاعلي عبر المنصات الرقمية، مما يعزز من قدرتهم على اكتساب مهارات المستقبل المطلوبة في سوق العمل.
وأضاف الدكتور محمد عزيز أن مشروعات التحول الرقمي في الجامعات المصرية تعزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا في مجال التعليم الذكي، خاصة مع التوسع في تطبيق أنظمة الاختبارات الإلكترونية، وإدارة الخدمات الجامعية عبر المنصات الرقمية، بما يضمن الشفافية والكفاءة في الأداء.
وأكد أن هذه الجهود تمثل خطوة حقيقية نحو بناء جامعات من الجيل الرابع قادرة على المنافسة عالميًا، من خلال الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والابتكار في طرق التدريس والبحث العلمي، مشددًا على أهمية الاستمرار في تأهيل الكوادر الأكاديمية والإدارية لمواكبة هذا التحول وضمان استدامته في المستقبل.
وكانت قد أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة خصصت استثمارات ضخمة تتجاوز 10 مليارات جنيه لدعم مشروعات التحول الرقمي في الجامعات، من خلال إنشاء قواعد بيانات موحدة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتطبيق نظم الاختبارات الإلكترونية في الكليات العملية والنظرية، بجانب تطوير المنصات التعليمية الموحدة التي تسهل الوصول إلى المقررات والمواد التفاعلية في أي وقت ومن أي مكان.













0 تعليق