في تصريحات غير مسبوقة، حذّر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية من أن صبر تل أبيب بدأ ينفد تجاه تصعيد حزب الله، متحدثين عن اقتراب المواجهة من “الخط الأحمر”.
ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي قد يتجه إلى خيار عسكري حاسم تحت عنوان "قطع الرأس"، في إشارة إلى استهداف القيادة العليا للحزب في حال استمرار الهجمات على شمال إسرائيل.
عملية "قطع الرأس".. تهديد أم تمهيد؟
الحديث عن "قطع الرأس" ليس جديداً في القاموس الإسرائيلي، لكنه هذه المرة يأتي في سياق ميداني أكثر سخونة، بعد أسابيع من تبادل القصف على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
مصادر أمنية في تل أبيب قالت إن الجيش أنهى إعداد بنك أهداف يشمل مراكز قيادة ومخازن صواريخ ومواقع مراقبة تابعة للحزب، مؤكدة أن أي هجوم واسع سيهدف إلى شل قدراته العسكرية خلال ساعات محدودة.
حزب الله يردّ بتحدٍّ
في المقابل، أكد الحزب عبر قنواته الإعلامية أن أي محاولة إسرائيلية “لقطع الرأس” ستُقابل بـ"رد غير مسبوق"، مشدداً على أنه جاهز لخوض معركة طويلة إذا فُرضت عليه.
الحزب أشار إلى أن قدراته العسكرية تضاعفت منذ حرب 2006، وأنه يمتلك الآن ترسانة من الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة التي يمكنها الوصول إلى العمق الإسرائيلي.
لبنان بين نارين
يأتي هذا التصعيد بينما تعيش الحكومة اللبنانية حالة انقسام بين رغبتها في تجنب الحرب وضغوط حزب الله الذي يصر على “الردع الاستراتيجي”.
منذ أكتوبر 2023، شهدت الحدود الجنوبية توتراً متزايداً إثر العمليات العسكرية في غزة، وتوسّعت المواجهات تدريجياً لتشمل قرى لبنانية حدودية، ما تسبب في نزوح آلاف المدنيين وتدمير بنى تحتية حيوية.
الحكومة اللبنانية تواجه الآن تحدياً مزدوجاً: احتواء التصعيد العسكري والحفاظ على سيادتها في ظل نفوذ الحزب المتزايد وتهديدات إسرائيل المتصاعدة.
مستقبل مجهول على الجبهة الشمالية
يرى محللون أن إسرائيل قد تكون في طريقها إلى مرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية، خاصة إذا فشلت الجهود الدولية في كبح التوتر.
ومع استمرار لغة التهديد المتبادل، يبدو أن المنطقة تقترب من انفجار كبير قد يتجاوز حدود لبنان ليشمل الشرق الأوسط بأكمله.
















0 تعليق