رغم النجاحات المصرية المستمرة التى يشهد لها القاصى والدانى، ورغم العبور المتميز من أزمات تكفلت بهدم دول وتشريد أهلها، لا تزال جماعات الظلام تنشط مع كل نجاح لتشن حرب شائعات ممنهجة، عبر منصات إعلامية ورقمية تبث من الخارج.
تلك الحرب الممنهجة برزت خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يعد أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، والذى يمثل فى مبناه ومعناه فخرًا للإنسانية كلها، لكن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من جماعات الظلام، قررت عمدًا التغافل عما تحقق من إنجاز أسعد المصريين والعالم أجمع، وعملت على ترويج الأكاذيب حول تكاليف المتحف وعوائده وأهميته الثقافية والاقتصادية والسياسية، أكد عدد من القيادات المنشقة عن جماعة الإخوان أن الهجوم الذى تشنه عناصر الجماعة الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى على المتحف المصرى الكبير ما هو إلا امتداد لنهج خائن اعتادت عليه هذه الجماعة فى التربص بكل إنجاز وطنى، ومحاولة لتشويه كل لحظة فخر يعيشها المصريون، مشيرين إلى أن كل رفعة لهذا الوطن تُصيب عناصر الجماعة بالانكسار والمذلة، لأنهم لا يحتملون رؤية مصر قوية شامخة، تسطر إنجازًا جديدًا يُبهر العالم.
إخوان منشقون: استمرارًا لنهج الخيانة والتربص بكل إنجاز وطنى
أكد إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، أن ما تبثه جماعات الإخوان عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى من منشورات مغرضة تستهدف المتحف المصرى الكبير يعكس حالة من الحقد والارتباك لدى هذه الجماعة التى فقدت صوابها أمام ما حققته الدولة المصرية من نجاحات عالمية غير مسبوقة.
وقال «ربيع»، لـ«الدستور»: «محاولات الإخوان تشويه هذا الصرح الحضارى العظيم لن تنال من عظمة الحدث ولا من الجهد الوطنى المبذول فى إنجاز هذا المشروع التاريخى، الذى يمثل أحد أبرز ملامح الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى». وأضاف: «الجماعة الإرهابية اعتادت ترويج الأكاذيب وإطلاق حملات التشويه فى كل مناسبة وطنية، ظنًا منها أن بإمكانها التأثير على وعى المصريين، إلا أن وعى الشعب بات أقوى من محاولاتهم اليائسة، وأصبح يدرك تمامًا أبعاد تلك الأكاذيب الهادفة للنيل من روح الإنجاز والاستقرار التى تعيشها البلاد».
واستطرد: «المصريون اليوم يقفون صفًا واحدًا خلف دولتهم وقيادتهم السياسية، مؤمنين بأن كل إنجاز جديد هو صفعة على وجه كل من يسعى لتقزيم ما تحقق، وأن المتحف المصرى الكبير سيظل شاهدًا خالدًا على حضارة مصر التى لا يمكن لأى تيار ظلامى أن ينال منها».
فيما قال طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى المنشق: «تعودنا من هذه الجماعة الخائنة على التربص بأيام مجدنا وفخرنا، فكل رفعة لهذا الوطن تصيبهم بالانكسار والمذلة، لأنهم لم يعرفوا يومًا معنى الانتماء أو الولاء لمصر، وحتى انتصار أكتوبر المجيد لم يسلم من لؤمهم وخبث نواياهم، فقد حاولوا تشويه كل ما يرمز إلى العزة الوطنية، لتبقى الأيام والمواقف شاهدة على عمالتهم وتوظيفهم لحساب أعداء الوطن».
«رصد» و«الشرق» و«مكملين».. فبركة الرسائل وتكرارها لتوسيع نطاق التأثير
تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية، والتنظيمات الداعمة لها فى الخارج، عددًا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، من بينها موقع «فيسبوك»، لنشر الشائعات ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتدار هذه الصفحات عبر لجان إلكترونية منظمة، تعمل على إعادة نشر المحتوى بين المجموعات والمنصات المختلفة لتوسيع نطاق التأثير، وغالبًا ما تعتمد على التحريف والتلاعب بالمقاطع المصورة والتصميمات المفبركة.
ومن أمثلة هذه الصفحات المعروفة بترويج الأخبار المضللة والمحتوى التحريضى صفحة شبكة «رصد»، التى تُعد من أبرز الصفحات التابعة لجماعة الإخوان، وتعمل على نشر أخبار مغلوطة وموجهة ضد الدولة المصرية، وغالبًا ما تعتمد على عناوين مثيرة ومحتوى غير موثق لتأليب الرأى العام.
وكذلك هناك صفحة «مصر العربية»، فرغم توقف موقعها الأصلى فإن الصفحة على «فيسبوك» ما زالت تُستخدم أحيانًا لإعادة نشر محتوى قديم أو مضلل يهدف إلى التشكيك فى أداء مؤسسات الدولة.
وعلى رأس تلك القنوات الإخوانية قنوات «مكملين» و«الشرق» و«الحرية» و«وطن»، التى تبث من الخارج بتمويل خارجى، وتتبنى خطابًا عدائيًا ضد الدولة المصرية، وتركز على نشر الشائعات حول القرارات الحكومية، والأوضاع الاقتصادية، والمؤسسات الوطنية.
شاكر الجمل: تحليل سيبرانى وذكاء اصطناعى توليدى لتضخيم الانتشار
أوضح المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، أن مصر تتعرض منذ فترة طويلة لحملات عدائية ممنهجة تستهدف تشويه صورتها أمام الرأى العام الداخلى والخارجى، وتقودها جماعات إرهابية وجهات معادية تستخدم التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعى كسلاح رئيسى، فيما يُعرف بـ«الحروب السيبرانية».
وقال: «تعتمد هذه الجماعات على أدوات الذكاء الاصطناعى والتحليل السيبرانى لفهم توجهات الأفراد وميولهم عبر شبكات تحليل البيانات، ما يمكّنها من الوصول إلى أهدافها بسرعة ودقة، وبذلك تتحول الحرب من مواجهة مباشرة إلى حرب أفكار ومعلومات».
وأضاف: «هذه الحملات تموَّل بمخصصات مالية ضخمة، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعى التوليدى لتضخيم الشائعات وبث الأكاذيب عبر آلاف الحسابات المزيفة فى وقت واحد».
أحمد فوقى: التنظيم فقد تأثيره ويعوض ذلك عبر الفبركة والتضليل الإلكترونى
قال أحمد فوقى، المحامى الحقوقى، إن الحملات العدائية التى تشنها الجماعات الإرهابية، على رأسها جماعة الإخوان، تمثل إحدى أخطر أدوات الحرب المعنوية الموجهة ضد الدولة، مؤكدًا: «هذه الحملات لا تستهدف فقط تشويه مؤسسات الدولة أو التقليل من إنجازاتها، بل تسعى أيضًا إلى ضرب ثقة المواطن فى وطنه ونشر الإحباط والشكوك».
وأوضح «فوقى» أن هذه التحركات، سواء عبر المنصات الإعلامية الممولة من الخارج أو من خلال الوقفات المصطنعة أمام بعض السفارات، ليست سوى محاولات بائسة من تنظيم فقد تأثيره داخل الشارع المصرى، ويحاول تعويض ذلك عبر الفبركة والتضليل الإلكترونى.
وأكد أن مواجهة هذه الحملات تتطلب استمرار اليقظة الإعلامية وتكثيف نشر الحقائق من مصادرها الرسمية.

















0 تعليق