كشفت مجموعة من المشرعين الوسطيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي عن مقترح جديد يهدف إلى إنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ أكثر من شهر، في خطوة نادرة تعكس تصاعد حالة الاستياء داخل( الكونغرس) من الانقسام الحزبي الحاد الذي يعطل عمل الحكومة الفيدرالية.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن التنسيق بين الجانبين يُعد من أندر مظاهر التعاون السياسي في السنوات الأخيرة، ويُنظر إليه كإشارة على أن المعتدلين في الحزبين بدأوا يبحثون عن حلول واقعية تتجاوز الصراعات الأيديولوجية التي شلت واشنطن في الأشهر الماضية.
مضمون الخطة الجديدة: تمديد إعفاءات ضريبية لعامين
ويتضمن المقترح تمديد الإعفاءات الضريبية المعززة للأقساط المرتبطة بـ"قانون الرعاية الصحية الميسرة" (ACA) لمدة عامين إضافيين، مع تطبيق إلغاء تدريجي للحد الأقصى للدخل على المستفيدين الذين تتراوح دخولهم بين 200 ألف و400 ألف دولار سنويًا.
كما يشمل الإطار العام الذي قدمه النواب دون بيكون (جمهوري - نبراسكا)، وتوم سوزي (ديمقراطي - نيويورك)، وجيف هيرد (جمهوري - كولورادو)، وجوش جوتهايمر (ديمقراطي - نيوجيرسي)، عددًا من الإصلاحات التنظيمية المهمة، من أبرزها:
إلزام أسواق قانون الرعاية الميسرة بالتأكد من عدم وفاة المستفيدين قبل صرف الإعفاءات،
وضع معايير جديدة لمكافحة الاحتيال،
وتعزيز الشفافية في عرض قيمة الإعفاءات الضريبية للمستفيدين.
انقسام داخل الحزبين حول المقترح
من جانب آخر، تساءل عدد من الديمقراطيين علنًا عن أسباب رفض حزبهم قبول اقتراح الإنفاق المؤقت الذي طرحه الجمهوريون كبداية لفتح حوار حول تجديد تلك الإعفاءات.
في المقابل، أبدى بعض المشرعين الجمهوريين استياءهم من موقف قيادتهم، التي ترفض حتى الآن الدخول في مفاوضات رسمية حول تمديد الإعفاءات، رغم استمرار الشلل الحكومي.
وقال أحد أعضاء الحزب الجمهوري، مطلع على المناقشات الداخلية، إن هناك اتجاهًا داخل الحزب لفرض قيود إضافية تشمل التحقق من الدخل ووضع حدود قصوى جديدة للمستفيدين.
ردود فعل أولية وتحركات داخل الكونغرس
في أول تعليق من داخل صفوف القيادة الديمقراطية، لم يُبدِ أحد مساعدي زعماء الحزب رفضًا للمقترح، مؤكدًا أن "طرح مجموعة من الأفكار الجديدة ليس أمرًا سيئًا على الإطلاق"، في إشارة إلى إمكانية فتح الباب أمام تفاهم مبدئي بين الجانبين خلال الأيام المقبلة.
وقدم النواب الداعمون للمقترح بيانًا مشتركًا وصفوا فيه خطتهم بأنها "مسار عادل ومعقول للمضي قدمًا"، مؤكدين أن التوصل إلى تسوية ليس أمرًا صعبًا ولا ينبغي النظر إليه كعلامة ضعف سياسي، بل كخطوة واقعية لتجاوز الأزمة.
لحظة اختبار حقيقية لسياسة واشنطن
يمثل هذا التحرك لحظة اختبار حقيقية للنظام السياسي الأمريكي، إذ إن نجاح هذه المبادرة الثنائية قد يُعيد الثقة في قدرة الكونغرس على تجاوز الانقسامات الحزبية الحادة، ويفتح الباب أمام عصر جديد من التشريعات القائمة على التوافق لا على الصراع.
لكن فشلها سيعني، وفق محللين سياسيين، أن الإغلاق الحكومي قد يطول أكثر مما يتخيله الأمريكيون، وأن الجمود في واشنطن بات أخطر من مجرد أزمة مالية مؤقتة، بل أزمة ثقة في آلية صنع القرار نفسها.














0 تعليق