في مشهد استثنائي يفيض بالحياة والجمال، انطلقت اليوم فعاليات الكرنفال الفني بشوارع قنا، الذي امتد من ميدان المحافظة حتى محطة السكة الحديد، في لوحة فنية مبهرة تجسد روح الجنوب وثراء تراثه الشعبي، ويأتي هذا الكرنفال بالتزامن مع مهرجان قنا للفنون التراثية، المقام تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، تأكيدًا على دعم الدولة للهوية الثقافية المصرية وحماية الفنون الأصيلة من الاندثار.
عروض المولوية والتنورة والسيرة الهلالية تزين المشهد
تحولت شوارع المدينة إلى مسرح مفتوح يعرض ألوان الفنون الشعبية المتنوعة، حيث تمايلت التنورة على أنغام المولوية، وتعالت أهازيج فن الكف والمزمار والربابة، وصدحت حناجر المنشدين والمداحين بترانيم المحبة والروحانية.
كما سيعيد المهرجان الأراجوز وخيال الظل البسمة إلى وجوه الأطفال، بينما يتفاعل الجمهور مع عروض الحكي الشعبي والسيرة الهلالية التي تنقل الحضور إلى عبق الماضي ومجد الحكايات القديمة.
ألعاب وتراث وحرف يدوية تحكي هوية الصعيد
لن يقتصر المهرجان على العروض الفنية فحسب، بل سيحتفى بكل تفاصيل التراث القنائي؛ من الألعاب الشعبية مثل التحطيب والمرماح والسيجا والبلي والطائرات الورقية، إلى معارض الحرف اليدوية التي ضمت الكليم والفخار والأزياء الصعيدية والعمارة الشعبية، في مشهد يعكس مهارة أبناء قنا في حفظ الموروث وتجديده بروح معاصرة.
ورش تدريبية لنقل روح التراث إلى الأجيال الجديدة
كما ينظّم المهرجان عشر ورش تدريبية في مجالات متنوعة منها الإنشاد، والعزف على الربابة والناي، والحكي الشعبي، والنحت على الخشب، وصناعة الكليم والعرائس، والأكلات التراثية، والخط العربي، والألعاب الشعبية، في محاولة جادة لربط الشباب بجذورهم الفنية والثقافية، وإحياء القيم الجمالية الموروثة.
التراث يعم القرى والنجوع
ولأول مرة تمتد الفعاليات إلى قرى ونجوع محافظة قنا، حيث تقام عروض فنية وورش تعليمية تعكس التنوع الثقافي الغني للمحافظة، وتؤكد أن قنا لا تحتفل بتراثها في الميادين فقط، بل تنشره في كل بيت وشارع وقرية.
هكذا تتحول قنا في أيام المهرجان إلى مدينة مفتوحة على الفرح، تمشي فيها أنغام المزمار والتنورة جنبًا إلى جنب مع أصوات الحكايات القديمة، في احتفاء نادر يجمع الماضي بالحاضر في أجمل صور الإبداع الصعيدي.
كرنفال قنا بانطلاق مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية
















0 تعليق