أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن ادعاء متشددى السلفية بأن الشعب المصري يعبد الأصنام أو أن الشعب المصرى يتشبه بالكفار بسبب ارتداء الملابس الفرعونية فرحًا بالمتحف المصرى الكبير يعدُّ فهمًا مغلوطًا ودليلًا على الجهل بالدين الإسلامي، بالإضافة إلى جهلهم بالتاريخ والثقافة المصرية.
المسلمون الذين دخلوا مصر مع الفتح الإسلامي لم يهدموا آثار الفراعنة أو تماثيلهم
وأضاف "كريمة"، في تصريحات صحفية، اليوم، أن الحضارة المصرية القديمة كانت إحدى أقدم الحضارات التي عرفها العالم، وأن المسلمين الذين دخلوا مصر مع الفتح الإسلامي لم يهدموا آثار الفراعنة أو تماثيلهم، وهو ما يدل على أن التماثيل لا علاقة لها بالعبادة في السياق الإسلامي.
وأوضح "كريمة" أن المسلمين عند فتح العراق أيضًا واجهوا أصنام حضارة الآشوريين، ولكنهم لم يهدموها، بل لم يصفها الإسلام بالعبادة، وأكد أن ذلك يعكس فهم الإسلام الصحيح للتماثيل والآثار القديمة. وقال: "الشعب المصري لا يعبد الأصنام كما يزعم البعض، بل يعتز بتاريخ حضارته وثقافته".
يجوز شرعًا إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها
وفيما يتعلق بالتماثيل في العصر الحالي، أوضح الدكتور كريمة أنه يجوز شرعًا إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها، وأكد أن التماثيل في العصر الحديث لا تهدف إلى مضاهاة خلق الله ولا تُصنع لغرض العبادة أو التقديس، بل تُصنع لأغراض تعليمية، تاريخية، أو جمالية، وهي بذلك لا تتناقض مع الشريعة الإسلامية.
وقال "كريمة": "إذا كان القصد من التماثيل هو التعليم أو الحفاظ على التاريخ أو استخدامها كزينة، فلا حرج في ذلك، بل القول بجوازها أولى وأفضل، سواء كانت التماثيل كاملة أو غير كاملة، بحجم الإنسان الطبيعي أو أقل، سواء كانت تُستخدم للتسلية أو التعليم للأطفال وغيرهم". وأضاف: "يجوز شراء التماثيل وبيعها، ولا يجوز تكسيرها كما يفعل بعض الجهلة الذين لا يدركون حكمة الإسلام في هذا الشأن".
وختم "أحمد كريمة" تصريحاته بالتأكيد على ضرورة الابتعاد عن الفهم المتشدد والمغلوط، مشيرًا إلى أن الإسلام ليس ضد الثقافة أو الفنون، بل يدعو إلى احترام تاريخ الأمم والحضارات المختلفة.














0 تعليق