أكدت ميريت مبروك، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، أن أزمة الشرق الأوسط دخلت مرحلة جديدة من الجمود السياسي، بسبب غياب الإرادة السياسية من جميع الأطراف، سواء الإسرائيلية أو العربية أو الأوروبية، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يتعامل مع الكارثة الإنسانية في غزة بـ"ازدواجية معايير" واضحة.

وقف الحرب في غزة 

جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة النقاش "معضلة الشرق الأوسط: إلى أين؟" ضمن فعاليات منتدى القاهرة الدولي الثاني (CAIRO FORUM 2)، حيث أوضحت مبروك أن مفهوم وقف إطلاق النار أصبح وسيلة تمنح الغرب فرصة للهروب من مسؤولية الضغط على إسرائيل، رغم صدور تقارير أممية تدينها بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

استخدام حق الفيتو الأمريكي

وأضافت أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) أكثر من 45 مرة في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات تدين إسرائيل أو تطالبها بوقف الاستيطان، مشيرة إلى أن هذا الدعم غير المشروط جعل إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي.

وقالت مبروك، إن العجز الأوروبي عن اتخاذ موقف موحد من الصراع يعكس تراجع تأثير أوروبا في الشرق الأوسط، موضحة أن غياب الإرادة السياسية يجعل أي حديث عن "اليوم التالي" لغزة بلا معنى، لأن جذور الصراع لا تزال قائمة ولم تُعالج بعد.

واختتمت بالقول إن منتدى القاهرة الثاني يكتسب أهمية استثنائية في هذا التوقيت، إذ يُعد منبرًا لطرح رؤى أكثر واقعية تجاه الأزمة، ودعوة إلى تحرك دولي حقيقي لوقف الحرب وتبني مسار إنساني واقتصادي لإعادة إعمار غزة وتعزيز استقرار الإقليم.

يعد منتدى القاهرة الثاني، المنعقد يومي 3 و4 نوفمبر 2025، منصة إقليمية بارزة تجمع صناع القرار والخبراء وممثلي مؤسسات التمويل الدولية لمناقشة فجوة التمويل التنموي في إفريقيا، التي تُقدّر بما يتراوح بين 670 و760 مليار دولار سنويًا.

ويهدف المنتدى إلى طرح حلول واقعية لتحفيز الاستثمار المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص، وتعزيز الشراكات الإفريقية البينية لمواجهة تحديات التنمية، بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.