أبدى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو مخاوفه من تعرضه لمحاولة اغتيال، بعد العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة وعدد من أفراد أسرته، معتبرًا أن تلك الإجراءات جاءت نتيجة مواقفه السياسية المستقلة ومعارضته للهيمنة الأمريكية، إلى جانب دعمه العلني للقضية الفلسطينية.
وقال بيترو في تصريحات صحفية إن واشنطن "قررت معاقبتي بعد انتقادي للقصف الأمريكي الذي استهدف قوارب صيادين في البحر"، مشيرًا إلى أنه لا يمتلك أموالًا أو ممتلكات في الولايات المتحدة، لكنه يخشى أن تصل الأمور إلى حد تصفيته الجسدية.
وأضاف الرئيس الكولومبي أن الولايات المتحدة لا تتسامح مع استقلال زعماء أمريكا اللاتينية عن نفوذها، وتسعى إلى إخضاع حكومات المنطقة، مثل المكسيك وتشيلي والأوروغواي، عبر أدوات اقتصادية ورسوم جمركية. وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لا يكنّ لي كراهية شخصية، بل يعادي صوتي الحر الخارج عن طوعه"، على حد تعبيره.
وبيّن بيترو أنه أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا يصل إلى الحكم، بعد سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت مرشحين يساريين في العقود الماضية، قائلًا: "كنت الوحيد الذي نجا، لأنهم لا يسمحون لنا بالوصول إلى السلطة، رغم أنني قضيت سنوات في محاربة تهريب المخدرات ومواجهة المافيات التي سيطرت على البلاد".
وأكد أن حكومته حققت تقدمًا ملموسًا في مكافحة تجارة المخدرات التي وصفها بأنها "شكل من أشكال الإبادة الجماعية"، مشيرًا إلى أن كولومبيا أصبحت نموذجًا يُحتذى به في تقليص التهريب والحد من الاستهلاك المحلي للمواد الممنوعة.
وأوضح بيترو أن العقوبات الأمريكية امتدت لتشمل زوجته السابقة وابنه، رغم غياب الأدلة التي تبرر إدراج أسمائهما في “القوائم السوداء”، معتبرًا أن هذه الخطوة رسالة سياسية لمعاقبته على مواقفه المستقلة.
وفي ختام حديثه، قال بيترو بسخرية: "قد أضطر لمغادرة البلاد أو اللجوء إلى الجبال إذا استمرت التهديدات، وربما بعد تسعة أشهر سأكون في غزة أو مختفيًا في جبال كولومبيا، لأنهم لن يتوقفوا عن ملاحقتي".









0 تعليق