أكدت صحف ومواقع عالمية أهمية المتحف المصرى الكبير فى تنشيط قطاع السياحة فى مصر، مشيرة إلى الدعم القوى الذى حظى به المشروع من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدار السنوات الماضية، ما أسهم فى مواجهة كل الصعاب وصولًا إلى الافتتاح الرسمى، بعد سنوات طويلة من التأجيل.
وتوقعت الصحف والمواقع العالمية أن يسهم المتحف المصرى الكبير وحده فى جذب ٧ ملايين زائر إضافى سنويًا، بما يساعد على تحقيق هدف مصر المتمثل فى جذب ٣٠ مليون زائر بحلول ٢٠٣٠، ما يدعم اقتصاد البلاد بالعملة الأجنبية.
«BBC»: يعزز عودة كنوز مصر من الخارج مثل «حجر رشيد»
وصفت شبكة «بى بى سى» البريطانية، المتحف المصرى الكبير بأنه معلم ثقافى بارز، يقع بالقرب من إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، المتمثلة فى الهرم الأكبر بالجيزة.
وأضافت «بى بى سى»: «المتحف المصرى الكبير أكبر متحف أثرى فى العالم، يضم حوالى ١٠٠ ألف قطعة أثرية تغطى ٧ آلاف عام من تاريخ البلاد، من عصور ما قبل الأسرات إلى العصر اليونانى الرومانى».
ونقلت الشبكة البريطانية عن علماء مصريات بارزين أن إنشاء المتحف يُعزز مطالبهم باستعادة الآثار المصرية الرئيسية المحفوظة فى دول أخرى، بما فى ذلك «حجر رشيد» الشهير المعروض فى المتحف البريطانى.
وقال الدكتور طارق توفيق، رئيس الجمعية الدولية لعلماء المصريات الرئيس السابق للمتحف المصرى الكبير، عن عرض مجموعة الملك الذهبى توت عنخ آمون: «كان علىّ أن أفكر كيف يُمكننا عرض هذه المجموعة بطريقة مختلفة، فمنذ اكتشاف المقبرة عام ١٩٢٢، عُرضت ١٨٠٠ قطعة فقط من إجمالى أكثر من ٥٥٠٠ قطعة».
وأضاف «توفيق»: «خطرت لى فكرة عرض المقبرة كاملةً، ما يعنى أنه لا يبقى شىء فى المخازن، ولا فى المتاحف الأخرى، ليحصل السائح على تجربة كاملة، كما فعل هوارد كارتر قبل أكثر من ١٠٠ عام».
وقال أحمد صديق، وهو مرشد سياحى وعالم مصريات: «نأمل أن يُبشّر المتحف المصرى الكبير بعصر ذهبى جديد لعلم المصريات والسياحة الثقافية».
«TATW»: «أعجوبة ثقافية» على مساحة نصف مليون متر مربع
أكدت مجلة «travel and tour world» الدولية المتخصصة فى السياحة، أهمية المتحف المصرى الكبير فى تنشيط السياحة المصرية، واصفة إياه بأنه «أحدث أعجوبة ثقافية» تمتد على مساحة نصف مليون متر مربع. وذكرت المجلة أن «المتحف المصرى الكبير أحدث أعجوبة ثقافية، بنته مصر على مساحة ٥٠٠ ألف متر مربع، ليستضيف ملايين الزوار سنويًا، ويعرض كنوز التاريخ المصرى العريق. بهذا، تتعزز السياحة المصرية عبر جذب وجهاتٍ جديدة، ما يُنشط القطاع بشكلٍ أكبر». وأضافت: «يتفاءل المسئولون المصريون بأن المتحف سينشط قطاع السياحة بشكلٍ كبير، الذى واجه تحدياتٍ بسبب عدم الاستقرار السياسى، وجائحة فيروس كورونا، والصراعات الإقليمية»، متابعة: «يتوقع الخبراء أن يجذب المتحف وحده ٧ ملايين زائر إضافى سنويًا. يساعد هذا مصر على تحقيق هدفها المتمثل فى جذب ٣٠ مليون زائر بحلول ٢٠٣٠، ما يدعم اقتصاد البلاد بالعملة الأجنبية التى تشتد الحاجة إليها». وواصلت: «لدعم التدفق المتوقع للزوار، استثمرت مصر بكثافة فى تطوير البنية التحتية حول المتحف، بداية من تحديث الطرق المؤدية إلى المتحف، وبناء مطار جديد، يقع على بُعد حوالى ٢٥ كم من المشروع، لتخفيف ازدحام السفر، علاوة على نقل مدخل أهرامات الجيزة لتقليل الازدحام وتحسين تجربة الزوار».
ونبهت المجلة إلى أن هذه التغييرات جزء من جهود مصر الأوسع لتحسين بنيتها التحتية السياحية، بهدف استيعاب الزيادة المتوقعة فى السياحة.
«أسوشيتد برس»: إضافة جديدة للمشروعات القومية العملاقة برعاية السيسى
قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن المتحف المصرى الكبير أحد المشروعات العملاقة التى رعاها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه منصبه عام ٢٠١٤، حيث نفذ استثمارات ضخمة فى البنية التحتية بهدف إنعاش اقتصاد أضعفته عقود من الركود وتضرر بشدة بعد عام ٢٠١١.
وأضافت الوكالة أنه تم رصف الطرق، مع إنشاء محطة مترو خارج بوابات المتحف لتسهيل الوصول، كما افتُتح مطار سفنكس الدولى، غرب القاهرة على بعد ٤٠ دقيقة من المتحف. ويربط المتحف نفسه بالأهرامات عن طريق جسر، بما يسمح للسياح بالتنقل بينهما سيرًا على الأقدام أو بالسيارات الكهربائية، وتعرض صالات العرض الرئيسية آثارًا مرتبة حسب العصور والموضوعات.
وهناك قاعتان مخصصتان لعرض ٥٠٠٠ قطعة أثرية من مجموعة الملك توت عنخ آمون، التى ستُعرض بكاملها لأول مرة منذ اكتشاف عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر مقبرة الملك توت فى مدينة الأقصر.
«بلومبرج»: الزعماء وقفوا منبهرين تحت ظل رمسيس الثانى
رأت وكالة «بلومبرج» أن افتتاح المتحف المصرى الكبير لا يقتصر على كونه حدثًا ثقافيًا ضخمًا، بل يمثل رسالة استراتيجية لمكانة مصر على الصعيد العالمى.
وقالت إن القاهرة نجحت فى توظيف المشروع لتعزيز نفوذها الدبلوماسى، وإبراز توازنها بين القوى العالمية الكبرى، خاصة أن توقيت الافتتاح يأتى بعد استضافة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقادة العالم فى شرم الشيخ الشهر الماضى، ما يعكس حرص مصر على الجمع بين التراث والدبلوماسية الاقتصادية والجيوسياسية.
وتحت عنوان: «مصر تحقق التوازن الجيوسياسى»، ذكرت «بلومبرج»، فى تقريرها المطول، أنه عندما تفتح مصر رسميًا أبواب كنزها من الآثار القديمة، يقف عظماء السياسة العالمية ورجالها فى ظل الملك رمسيس الثانى.
وأوضحت الوكالة أن اختيار تمثال رمسيس الثانى وكنوز توت عنخ آمون كأيقونات العرض ليس عشوائيًا، بل يعكس قدرة مصر على استحضار التاريخ لتقوية صورتها المعاصرة على الساحة الدولية، مضيفة أن نسخة معاهدة السلام القديمة مع الحيثيين، المعروضة فى المتحف، ترمز إلى الاحترام المتبادل والتسوية السلمية وإقامة نظام عادل.
وأشارت إلى أن القاهرة نجحت فى تحقيق توازن دبلوماسى بين القوى الكبرى، مستفيدة من موقعها الاستراتيجى وعلاقاتها التاريخية والثقافية، مضيفة أن مصر لم تقتصر على التنسيق مع الولايات المتحدة، بل وسعت شراكاتها مع روسيا والصين وأوروبا ودول الخليج، فى خطوة تمثل نموذجًا للدول التى تحرص على الحفاظ على استقلال القرار فى ظل المنافسة بين القوى العظمى.
وأضافت: «هذا النهج يعكس قدرة مصر على إدارة الضغوط الخارجية دون الانحياز الكامل لأى طرف»، مستشهدة بتصريحات ديفيد شينكر، الدبلوماسى الأمريكى السابق، الذى أشار إلى أن «الدول غير العظمى مثل مصر تستفيد من تنافس القوى الكبرى لتحقيق مصالحها الوطنية».
كما استشهدت بإشادة «ترامب» بالرئيس السيسى فى شرم الشيخ، واصفًا إياه برئيس عظيم ورجلٍ صالح.
«جريك ربيورت»: كنوز توت عنخ آمون تقدم تجربة متكاملة تحاكى حياة الملك
شددت صحيفة «جريك ربيورت» اليونانية، على أن المتحف المصرى الكبير بمثابة تحفة فنية، وبلغت تكلفته حوالى مليار دولار، مشيرة إلى أن المتحف يتميز بمساحته الشاسعة، ويضم متحفًا مخصصًا للأطفال، ومرافق للمؤتمرات والتعليم، ومنطقة تجارية.
وأكدت أنه جرى تأجيل الافتتاح عدة مرات، كان آخرها فى يوليو بسبب النزاعات فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك الأزمة فى غزة، والآن جرى افتتاح المتحف، واستضاف الرئيس عبدالفتاح السيسى قادة عالميين فى حفل الافتتاح.
«واشنطن بوست»: تحفة فنية بتكلفة حوالى مليار دولار
اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير تتويج لعقود من التخطيط، مؤكدة أن المشروع كان أولوية بالنسبة للرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه منصبه عام ٢٠١٤.
وقالت الصحيفة إن الرئيس السيسى دعم المتحف باستثمارات ضخمة فى البنية التحتية، واهتم به بشكل شخصى، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو تعزيز صناعة السياحة.
وأشارت إلى أن الحكومة تأمل فى أن يجذب المتحف ملايين السياح سنويًا، بما يوفر العملة الأجنبية اللازمة لدعم الاقتصاد الوطنى.
«فاينانشيال تايمز»: يوفر العملة الصعبة ويدعم قطاع السياحة
قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن المتحف الجديد، الواقع على هضبة أهرامات الجيزة، أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة، لافتة إلى الكشف عن صالات عرض توت عنخ آمون التى طال انتظارها، والتى تعرض فيها للمرة الأولى المجموعة الكاملة من مقتنيات مقبرته التى اكتُشفت قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. وأوضحت أن المجموعة المعروضة داخل المتحف المصرى الكبير تضم أكثر من ٥٠٠٠ قطعة أثرية من مقبرة توت عنخ آمون، من بينها قناع الموت الذهبى والعربة المذهبة والعرش الملكى المزخرف والمجوهرات، مشيرة إلى أن العرض الجديد صمم ليمنح الزائر تجربة متكاملة تحاكى حياة الملك وطقوسه الجنائزية.















0 تعليق