كشف رؤوف حلمي، المرشد السياحي والمتخصص في السوق الروسي، أن المتحف المصري الكبير يتميز بمساحات واسعة تتيح للمرشدين السياحيين أداء عملهم بسهولة ويسر، موضحًا أن شركات السياحة يجب أن تخصص يومًا كاملًا لزيارة المتحف ضمن برامجها، نظرًا لضخامته وتنوع محتوياته.
وأوضح حلمي، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن المتحف يضم عددًا كبيرًا من قاعات العرض المتحفي، إلى جانب قاعة الملك توت عنخ آمون المقامة على مساحة تقارب سبعة آلاف متر مربع، مؤكدًا أن زيارة المتحف تحتاج إلى يوم كامل دون أي أنشطة سياحية أخرى، حتى يتمكن السائح من الاستمتاع ومشاهدة كافة القطع الأثرية المعروضة.
وأشار حلمي إلى ضرورة زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاعم داخل المتحف استعدادًا للافتتاح الرسمي والإقبال المتوقع بعد التشغيل الكامل، موضحًا أن فترة التشغيل التجريبي شهدت زحامًا ملحوظًا من قبل الزائرين، ما يستدعي تطوير خدمات المطاعم لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السائحين.
التشغيل التجريبي أتاح للمرشدين التعرف على مكونات المتحف
وأضاف المرشد السياحي أن الفترة بين التشغيل التجريبي والافتتاح الرسمي كانت كافية لتمكين المرشدين من زيارة المتحف والتعرف على أقسامه، مشيرًا إلى أنه قام بزيارة المتحف أكثر من مرة بمفرده لوضع خطة دقيقة لتنظيم الجولات السياحية داخله.
وأوضح أن لكل مرشد أسلوبه الخاص في الشرح والعرض، وأن هذه الزيارات المسبقة تساعدهم على تقديم تجربة ثرية ومتكاملة للسائحين.
ولفت حلمي إلى أن أبرز المستجدات التي ستُضاف مع الافتتاح الرسمي هي قاعة الملك توت عنخ آمون، التي ستُعرض فيها قطع أثرية تُعرض لأول مرة، بخلاف القطع التي كانت موجودة بالمتحف المصري بالتحرير، مشددًا على أهمية أن يقوم المرشدون بزيارة القاعة قبل استقبال المجموعات السياحية للتعرف على المقتنيات الجديدة والاستعداد لشرحها بدقة.
وأضاف رؤوف حلمي أن التجربة المتحفية الخاصة بتركيب مركب الملك خوفو الثانية أمام الزوار ستكون تجربة فريدة من نوعها وغير مطبقة في كثير من متاحف العالم، متوقعًا أن تلقى إقبالًا كبيرًا من السائحين.
وأشار إلى أن الربط بين المنطقة الأثرية والمتحف المصري الكبير عبر الممشى السياحي يجعل المشروع من أبرز الإنجازات الحديثة في مصر، مؤكدًا أن هذه الفكرة ستسهل حركة الزوار وتعزز التجربة السياحية المتكاملة.
إقبال أوروبي متزايد على السياحة الثقافية
وأوضح المرشد السياحي أن العديد من الجنسيات الأوروبية بدأت تتجه نحو السياحة الثقافية مؤخرًا، خاصة بعد التطور الكبير في المتاحف والمواقع الأثرية، وافتتاح عدد من المتاحف الجديدة مثل المتحف القومي للحضارة، إلى جانب تحسين شبكة الطرق والبنية التحتية التي ساعدت في جذب مزيد من السياح لهذا النوع من السياحة.
وحول زيادة سعر تذكرة المتحف المصري الكبير للأجانب بعد الافتتاح لتصل إلى نحو 30 دولارًا، أوضح حلمي أن هذا السعر ليس مرتفعًا مقارنة بالمستوى العالمي، إلا أن الإشكالية تكمن في ضرورة الإعلان عن أي زيادة قبل وضع البرامج السياحية السنوية، لتفادي تأثيرها على التشغيل ولضمان استقرار الأسعار في السوق السياحي الدولي.











0 تعليق