شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واحدًا من أكثر المشاهد إبهارًا خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تم عرض تصميم ثلاثي الأبعاد لمركب الملك خوفو وهي تحلّق في سماء المتحف بتقنية الهولوجرام الحديثة، في مشهد جمع بين عبقرية الماضي وروعة التكنولوجيا الحديثة.
العرض الذي أدهش الحضور جسد رحلة مركب الشمس الأسطورية التي رافقت الملك خوفو في معتقدات المصريين القدماء نحو الخلود، لتعود اليوم برؤية فنية حديثة تمزج بين التراث الفرعوني والابتكار التقني في لوحة ضوئية مبهرة أضاءت سماء الجيزة على أنغام موسيقى أوركسترالية تعبر عن عظمة التاريخ المصري.
استقبال رئاسي للوفود المشاركة
وقبيل انطلاق الفعاليات الرئيسية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي الوفود المشاركة في الاحتفال، والتي ضمت نخبة من قادة ورؤساء الدول العربية والأجنبية، وكبار المسؤولين وممثلي المنظمات الدولية المعنية بالثقافة والتراث، إلى جانب شخصيات فنية وعلمية بارزة من مختلف أنحاء العالم.
ويعكس هذا الحضور الدولي الكبير المكانة العالمية لمصر ودورها الريادي في حماية التراث الإنساني وصونه للأجيال القادمة، فضلاً عن تقدير المجتمع الدولي للحضارة المصرية كأقدم وأغنى حضارة عرفها التاريخ.
المتحف المصري الكبير.. أيقونة تجمع الماضي بالحاضر
يقع المتحف المصري الكبير على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، في موقع يجمع بين رموز الماضي المجيد ومعالم الحاضر الحديث. ويُعد المتحف أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق مراحل التاريخ المصري عبر آلاف السنين، من مصر قبل الأسرات حتى العهد اليوناني الروماني.
ومن بين هذه الكنوز، تُعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد، في قاعات مصممة وفق أحدث المعايير العالمية في العرض المتحفي والإضاءة والترميم.
تكنولوجيا الهولوجرام.. مزج بين الحضارة والتطور
الاستعراض الذي أبهر العالم باستخدام الهولوجرام لم يكن مجرد عرض تقني، بل كان رمزًا للتكامل بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري الحديث. فكما بنى أجدادنا الأهرامات وشيدوا المعابد، يواصل أبناء الحاضر كتابة فصول جديدة من المجد مستخدمين أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات التكنولوجيا والإبداع البصري.
وقد أثنى الحضور على الأداء الفني والتقني المذهل، مؤكدين أن العرض أعاد الحياة إلى التاريخ المصري القديم بروح العصر، ليُظهر للعالم أن مصر لا تزال مركزًا للإلهام والإبداع الإنساني.
مصر الجديدة.. تواصل المجد وتبني المستقبل
وأكدت مشاهد الافتتاح أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل، مستندة إلى إرثها العريق الذي لا ينضب. فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع ثقافي، بل هو جسر حضاري يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ورسالة سلام وثقافة من مصر إلى الإنسانية جمعاء.
إن لحظة تحليق مركب خوفو في سماء المتحف لم تكن فقط عرضًا فنيًا، بل كانت تعبيرًا بصريًا عن روح مصر الخالدة، تلك التي تبحر دومًا نحو النور، وتحمل رسالتها للعالم كما حملت شمس الأجداد سفينتها نحو الأبدية.










0 تعليق