مجد الأجداد بسواعد الأحفاد!

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حين يقف التاريخ ليحيي مصر من جديد، على مقربة من أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا الباقية، وسط حجارة عتيقة تتحدى الزمن بشموخ يمتد آلاف السنين، ينهض عملاق جديد بتصميم عالمي فريد يجمع الزمانين في مكان واحد، ويجسد إبداع الإنسان حين يتواصل مع جذوره دون أن ينفصل عن واقعه.

المتحف المصري الكبير ليس احتفاءً بالماضي فحسب، ولا حديثًا عابرًا عن الحاضر، ولا هو محاولة لعرض آثارنا في مبنى أوسع، بل خطوة محسوبة تتجاوز فكرة المعرض الثابت، وتتحول إلى مشروع اقتصادي، ثقافي، سياحي متكامل، قادر على خلق عوائد حقيقية عديدة في جمهوريتنا الجديدة.

لن يُقاس نجاح متحفنا بعدد الزائرين أو بآراء الباحثين، بل بما يمكن أن يضيفه لصورة مصر في وعي العالم.

لأنه إذا قلنا إن المتحف يضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية، منها ما يُعرض لأول مرة، فإننا أمام وجهة جذب من الطراز الرفيع ستضاعف أعداد السائحين، وتزيد مدد إقامتهم، وتُعظم من حجم الإنفاق السياحي، بما يدعم أحد أهم روافد الدخل القومي.

وقرب المتحف من الأهرامات سيضاعف قيمة المكان؛ فلن يمر به السائحُ مرور العابرين، بل رؤية المقيمين المتأملين المستكشفين. وهذا وحده كفيل بإعادة رسم الخريطة السياحية في مصر؛ من زيارات سريعة متعجلة، إلى رحلات مدروسة متأنية، تُوفّر فرص عمل مباشرة وأخرى غير مباشرة لمئات العاملين في قطاعات الفنادق والمطاعم والنقل والخدمات.

سيتحول العالم من مشاهدة آثار مصر إلى الالتفاف حول مصر.
مؤتمرات وفعاليات، دراسات ومعاهد وشراكات، معارض دولية ووفود جامعية...

المتحف المصري الكبير، يا سادة، ليس كما يظن المغيبون مخزنًا للماضي، بل مصنع معرفة ومشروع مستقبل، واستثمار طويل الأمد...
وبلدنا كبيرة للأبد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق