قال تقرير فرنسي، إن القاهرة تفتتح غدًا السبت، المتحف المصري الكبير الذي طال انتظاره في احتفالات عارمة، والذي يعد جوهرة التتويج لجهود الحكومة المصرية لتطوير قطاع السياحة الحيوي في مصر.

ووفق موقع "راديو فرنسا"، يتميز المتحف المصري الكبير بإطلالة بانورامية على هضبة أهرامات الجيزة، ويضم آلاف القطع الأثرية التي تمتد لأكثر من 5000 عام من الآثار المصرية القديمة بتكلفة باهظة تجاوزت مليار دولار.

5 ملايين زائر سنويًا للمتحف المصري الكبير

وبعد أكثر من عقدين من العمل، يتوقع استقبال المتحف فائق الحداثة خمسة ملايين زائر سنويًا، مع عرض آثار لم يسبق لها مثيل.

وفي الفترة التي سبقت الافتتاح الكبير، أشادت وسائل الإعلام المصرية والتصريحات الرسمية بـ"اللحظة التاريخية"، ووصفت المتحف بأنه "هدية مصر للعالم" و"فصل جديد في تاريخ الحضارة المصرية" وفق التقرير الفرنسي.

وأشار التقرير إلى أن استعدادات حفل الافتتاح الذي طال انتظاره أُحيطت بسرية تامة، فيما تعلن مصر الشخصيات البارزة المتوقع حضورها، لكنها أكدت حضور "ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات".

كما التزم المنظمون الصمت حيال العرض الجديد للقناع الذهبي الشهير للفرعون الشاب توت عنخ آمون.

وابتداءً من يوم الثلاثاء، سيُفتَتح المتحف للزوار الدائمين، حيث يُمكنهم مشاهدة 4500 قطعة من أصل حوالي 5000 قطعة جنائزية كانت متناثرة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المتحف المصري الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية في وسط القاهرة.

متابعة حكومية بارزة لافتتاح المتحف المصري

واشار التقرير إلى متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعملية الافتتاح فقد عقد يوم السبت اجتماعًا رفيع المستوى مُخصَّصًا للمضي قدمًا في الاستعدادات للافتتاح، وفقًا لبيان رسمي، وخلال الاجتماع، حث الرئيس السيسي على تعزيز التنسيق لضمان إقامة حفل الافتتاح "بما يليق بمكانة مصر، ويعكس ريادتها في مجال المتاحف والثقافة العالمية، ويساهم في تعزيز السياحة في البلاد".

وأضاف البيان: "تم التركيز على البعد الرمزي للمتحف المصري الكبير، الذي من المقرر أن يصبح مركزًا ثقافيًا وعلميًا عالميًا، مما يساهم في تعزيز الترويج السياحي في مصر".

كذلك خلال زيارة تفقدية أخيرة للموقع يوم الثلاثاء، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن الحدث يعكس دور مصر "كمهد للحضارة ورائدة عالمية في الثقافة والابتكار المتحفي".

المتحف المصري الكبير دفعة قوية للسياحة

وكان من المقرر عقد افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو 2025، ولكن تم تأجيله عندما هاجمت إسرائيل إيران في 13 يونيو، مما أشعل حربًا استمرت 12 يومًا وأغلقت المجال الجوي في معظم أنحاء الشرق الأوسط.

وحتى قبل ذلك، واجه المشروع سلسلة من النكسات، بما في ذلك الاضطرابات السياسية وتأثير جائحة كوفيد-19.

وفي محاولة للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور، أعلنت الشركة المتحدة عن شراكة استراتيجية مع تيك توك تهدف إلى "مشاركة قصة مصر الحضارية الفريدة مع الجماهير في جميع أنحاء العالم".

ووفق التقرير وبعد سنوات من عدم الاستقرار، بدأ قطاع السياحة في مصر الذي يُمثل حوالي 10% من القوى العاملة في البلاد  يتعافى ففي السنة المالية 2023-2024، بلغت إيرادات السياحة 14.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 34.6% مقارنة بالعام السابق.

وزار مصر حوالي 15 مليون سائح في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، ما يمثل 12.5 مليار دولار من الإيرادات، ويمثل زيادة بنسبة 21% عن الفترة نفسها من العام الماضي.