شهدت ولاية شمال كردفان خلال الساعات الماضية موجة نزوح جديدة وصفت بأنها الأسوأ منذ اندلاع الحرب في السودان، حيث أعلنت شبكة أطباء السودان أن ميليشيا الدعم السريع تسببت في نزوح أكثر من 4500 شخص من مدينة بارا بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات والقصف العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية ومرافق الخدمات.
1900 نازح وصلوا بالفعل إلى مدينة الأبيض
وأوضحت الشبكة، في بيانها الصادر، أن نحو 1900 نازح وصلوا بالفعل إلى مدينة الأبيض، في حين لا يزال المئات يسلكون طرقًا وعرة باتجاه مناطق أكثر أمانًا، وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الغذاء والمياه وغياب شبه كامل للخدمات الطبية والإغاثية.
وأضاف البيان أن عددًا كبيرًا من الأسر النازحة تعاني من الإرهاق الشديد، فيما سُجلت حالات إصابة متعددة بالإسهالات وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، نتيجة لانعدام المياه الصالحة للشرب وسوء ظروف الإيواء.
شهود عيان من داخل بارا أكدوا أن موجة النزوح بدأت بعد أن نفذت ميليشيا الدعم السريع سلسلة هجمات داخل الأحياء الشمالية والشرقية للمدينة، أعقبها قصف مكثف أدى إلى تدمير منازل ونزوح جماعي للسكان.
وأشار الشهود إلى أن ميليشيات الدعم السريع استولت على مقرات حكومية ومخازن للغذاء والوقود، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
من جانبها، حذرت منظمات محلية عاملة في المجال الإنساني من كارثة وشيكة، مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التدخل لتوفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مناطق النزاع، وتأمين الإمدادات الطبية والغذائية للنازحين داخل ولاية شمال كردفان، التي باتت تستقبل أعداداً متزايدة من الفارين من مناطق القتال في دارفور وكردفان.
في المقابل، أكدت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة السودانية عززت وجودها حول مدينة الأبيض لمنع تمدد عناصر الدعم السريع إليها، مشيرة إلى أن الطيران الحربي نفذ خلال الأيام الماضية ضربات دقيقة استهدفت تجمعات الميليشيا شمال بارا وشرق جبل الهشاب.
وأفادت التقارير أن الجيش يسعى لتأمين الطرق المؤدية إلى الأبيض للحفاظ على استقرارها باعتبارها مركزاً إنسانيًا رئيسيًا لاستقبال النازحين.
وفي الوقت نفسه، تتواصل نداءات الاستغاثة من الأهالي والمنظمات المحلية لتوفير مياه الشرب والمواد الغذائية والأدوية، خاصة في ظل الانقطاع الواسع لشبكات الكهرباء والاتصالات، ما يجعل الوصول إلى المعلومات حول أوضاع المدنيين في المناطق المحاصرة محدودًا للغاية.





 
            




 
                
            
0 تعليق