تصعيد اسرائيلي مضبوط.. ازمة قد تطول

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الحديث عن التصعيد الإسرائيلي بات اكثر جدية، لكن لا انفجار كاملا، ولا هدوء يجعل الناس ينسون أن الخطر يتربص عند الحدود.

Advertisement


ما أعلنته تل أبيب امس ليس مجرد قرع طبول إعلامية، بل إشارة رسمية إلى نية تحريك الميدان ضد لبنان في لحظة تراها تل ابيب مناسبة لمنع "حزب الله من الترميم أو اختبار قدرة خصمها على الاحتمال.
ومع ذلك، فان هذا المشهد لا يقود بالضرورة إلى الحرب الكبرى التي يخشاها اللبنانيون، بل إلى سيناريو رمادي، متوتر، ومفتوح على مسارات متعددة.

الفرضية الأكثر تداولًا تقول إن تل أبيب تستعد لتوسيع بنك أهدافها، بعدما راكمت معلومات استخبارية خلال الاشهر الماضية. الغارات اليومية قد تتحول إلى نمط شبه ثابت، يستهدف مواقع تعتبرها إسرائيل بنى عسكرية أو لوجستية تابعة للحزب. هذه العمليات، إذا حصلت على نطاق واسع، ستفرض واقعًا جديدًا. هل يكون المدنيون جزءًا من الصورة؟ مهما حاولت الأطراف تجنب ذلك، لكن لا يمكن منع حصوله بالكامل، وهذا بدوره يفتح الباب أمام غضب داخلي وضغط على الحزب للرد بشكل أكبر وأوضح.

لكن الوجه الآخر للقصة لا يقل وزنًا. فالحزب، رغم خسائره، ما زال يعوّل على استراتيجية الصبر الطويل. التجارب الماضية أثبتت أن المعارك المفتوحة ليست خيارًا سهلاً للطرفين. إسرائيل التي تلوح بالقوة تعلم أن أي مواجهة واسعة مع حزب الله تعني سقوط صواريخ على مدنها، وخسائر في قواتها، وربما فراغًا سياسيًا داخليًا يعصف بحكومتها.

 كذلك فإن حربًا شاملة ستترك لبنان في حالة دمار أكبر من ذلك الذي عرفه في السنوات الأخيرة، بينما البلاد أصلًا تقف على عكاز اقتصادي مهترئ وسلطة بلا قدرة حقيقية على إدارة أزمة.

اللافت أن واشنطن، رغم دعمها التقليدي لتل أبيب، لا تبدو راغبة في إشعال فتيل حرب تدمر آخر جيب متماسك نسبيًا شرق المتوسط. لبنان اليوم ليس مجرد ساحة صراع، بل مساحة نفوذ سياسي وإداري تتداخل فيها مصالح غربية وإقليمية. انهياره الكامل ليس في مصلحة الأميركيين وإن كانوا يضغطون لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية ضمن إطار معركة أوسع في المنطقة.

لذلك، من المرجح أن يبقى المشهد في حالة شد أعصاب: ضربات محدودة هنا، رسائل نارية هناك، وتوازن مرهق بين الردع ومنع الانزلاق. ما يجري ليس تمهيدًا للحرب الكبرى بقدر ما هو اختبار لقدرة كل طرف على السير على حافة الهاوية من دون السقوط فيها. وفي بلد يعتاد البقاء في توترات فإن الأزمة قد تطول.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق