“مفهومنا واسع وواضح: لا نرتدي ملابسنا لإثارة الإعجاب، بل لنُبدع، لا نريد أن تلبس النساء ملابسنا لتجد أنفسهن فيها، بل ليكتشفن ذاتًا جديدة في داخلهن.” — بهذه الفلسفة يختصر المصمم اللبناني فؤاد سركيس رؤيته في عالم الموضة، وهي الرؤية التي جعلت اسمه يتألق عربيًا وعالميًا.
من موهبة مبكرة إلى مصمم عالمي
بدأ فؤاد رحلته في التصميم منذ نعومة أظفاره، إذ صمم في عمر الثانية عشرة لعدد من دور الأزياء اللبنانية، وأطلق أول مجموعاته وهو في السادسة عشرة، لتتألق بها أبرز نجمات لبنان والعالم العربي، لاحقًا، شارك في لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال لبنان، وبرز بلقب “مصمم النجوم” بعد أن غزت تصاميمه صفحات المجلات العالمية، من بينها مجلة بوك مودا الإيطالية.
في عام 2001 أطلق أول مجموعة من الملابس الجاهزة، محققًا انتشارًا واسعًا جعل علامته “Fouad Sarkis Couture” إحدى أبرز دور الأزياء في الشرق الأوسط والعالم، بمقر رئيسي في إسطنبول وتوزيع عالمي لفساتينه الراقية.
من فوازير شريهان إلى المتحف المصري الكبير
ارتبط اسم فؤاد سركيس بذاكرة فنية لا تُنسى، بعد أن صمم معظم إطلالات الفنانة شيريهان في فوازيرها الرمضانية، التي أصبحت أيقونة في الأناقة والإبداع البصري.
واليوم، يعود سركيس إلى دائرة الضوء من خلال مشروع جديد يجمع عبق التاريخ المصري وسحر الموضة المعاصرة، بعد اختياره لتصميم وتنفيذ أزياء نجوم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي والفني الأضخم في المنطقة والمقرر في الأول من نوفمبر 2025.
تراث فرعوني بروح عصرية
بحسب مصادر مطلعة، يستوحي سركيس تصاميمه من رموز فرعونية وأقمشة فاخرة بألوان المعابد والنقوش القديمة، ليجسد من خلالها جمال الحضارة المصرية في إطار عالمي راقٍ.
ومن المنتظر أن تتحول إطلالات النجوم إلى عرض فني بصري يدمج بين الماضي والحاضر، التراث والأناقة، الهوية والحداثة.
الموضة كجسر بين الحضارات
اختيار فؤاد سركيس لهذه المهمة لم يكن صدفة، بل اعتراف بقدرته على المزج بين الحس الفني والرؤية المسرحية في تصميم الأزياء.
ومع اقتراب موعد الافتتاح، يترقب العالم إبداعاته التي ستتوج السجادة الحمراء للمتحف المصري الكبير، لتجعل من الحدث احتفالًا بالجمال والهوية والفن الراقي.
وبهذا التعاون بين مصمم لبناني برؤية عالمية وحدث مصري استثنائي، يثبت فؤاد سركيس أن الموضة ليست مظهرًا خارجيًا فحسب، بل فنّ يروي قصة حضارة ويجسّد تاريخ أمة بأكملها.
0 تعليق