قال الناشط الفلسطيني حسن أبو عاصي، إن مصر كانت ولا تزال تمثل الرأي الأول والمحوري في كيفية تهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار في غزة وتثبيته على الأرض، مؤكدًا أن الدور المصري لا يقتصر على الوساطة السياسية، بل يمتد ليشمل إدارة الأزمات الميدانية والإنسانية التي تنشأ مع كل تطور في الميدان.
وأوضح أبو عاصي في تصريحات خاصة لـ “الدستور” أن مصر عند كل تفريعة أو مشكلة جديدة تحاول لملمة البعثرة التي تؤدي إلى انتهاك وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن القاهرة تتدخل دائمًا في اللحظات الحرجة لتمنع انزلاق الأوضاع نحو تصعيد جديد، وتعمل بجهد متواصل للحفاظ على الهدوء ومنع انهيار التفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطتها.
البحث عن جثث المحتجزين وتثبيت وقف اطلاق النار
وأضاف أن "المفاوضات لم تنتهِ بالرعاية المصرية، إذ ما زالت الوفود المشاركة موجودة في مدينة شرم الشيخ للتنسيق في ملفات حساسة، أبرزها البحث عن جثث المحتجزين وتثبيت وقف إطلاق النار"، موضحًا أن استمرار هذه اللقاءات يعكس جدية مصر في ضمان تنفيذ بنود الاتفاق، ومتابعة التفاصيل الفنية والإنسانية المترتبة عليه.
وأكد أبو عاصي أن قضية جثث المحتجزين تشكل اليوم "عائقًا رئيسيًا أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من العملية السياسية وإنهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن مصر لا تزال راعية أساسية لحل هذه المشكلة المعقدة التي تتداخل فيها الأبعاد الإنسانية مع الملفات الأمنية والسياسية.
وقال الناشط الفلسطيني إن الشعب في قطاع غزة يعيش حالة من "المعاناة النفسية الكبيرة بسبب استمرار هذه الملفات العالقة، خصوصًا أن تأخر الحسم فيها يؤثر بشكل مباشر على المساعدات الإنسانية التي أصبحت بمثابة السلاح المسلط على رقاب الغزيين الأبرياء"، في إشارة إلى ربط دخول المساعدات أو فتح المعابر بتطورات الملف الأمني.
وأضاف: "نحن في غزة نرى في استمرار هذه الحالة ضغوطًا متزايدة على المدنيين، الذين يدفعون الثمن الأكبر من الحصار والدمار، بينما تبقى المساعدات مرهونة بالتفاهمات السياسية والملفات الأمنية، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم."
وفي ختام تصريحه، أعرب حسن أبو عاصي عن أمله في أن تكون مصر راعية بشكل كامل ومباشر لجميع القضايا العالقة، قائلاً: "نعول على الدور المصري الكبير في حل الملفات المعقدة، وفي مقدمتها زيادة حجم المساعدات الإنسانية وفتح معبر رفح أمام دخول الإغاثة والمسافرين ذهابًا وإيابًا، لأن استمرار إغلاق المعبر أو تقييد حركته يشكل عبئًا إنسانيًا هائلًا على سكان القطاع."
وشدد على أن "مصر تظل في نظر الفلسطينيين البوابة الأساسية للأمل، والضامن الأهم لتحقيق الاستقرار الإنساني والسياسي في غزة، لما تملكه من خبرة، وثقل عربي ودولي، ومكانة تاريخية في دعم القضية الفلسطينية.









0 تعليق