مع بدء تطبيق التوقيت الشتوي رسميا اعتبارا من غد الجمعة، تعود عقارب الساعة إلى الوراء لمدة 60 دقيقة، ليبدأ اليوم الدراسي والأنشطة اليومية في ظل اختلاف ساعات الإضاءة الطبيعية.
وبينما يعد التوقيت الشتوي إجراء معتادا في مصر وعدد من دول العالم، إلا أن تأثيره يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية، خصوصًا لدى الطلاب الذين يواجهون صعوبة في التأقلم مع التغير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ، مما قد ينعكس على تركيزهم ومستوى تحصيلهم الدراسي.
موعد تطبيق التطبيق الشتوي
يؤكد خبراء علم النفس والتربية أن التحول إلى التوقيت الشتوي قد يؤثر بشكل مؤقت على الساعة البيولوجية للجسم، وهي النظام الداخلي الذي ينظم دورات النوم والاستيقاظ.
وعند تقديم أو تأخير الساعة، يختل هذا الإيقاع مؤقتا، ما يسبب شعورا بالتعب أو اضطرابا في النوم لدى البعض، خاصة الأطفال والمراهقين الذين يحتاجون إلى فترات نوم كافية تساعدهم على التركيز والنشاط داخل الفصول الدراسية.
ويشير المتخصصون إلى أن هذا التغير المفاجئ يجعل الطلاب في الأيام الأولى يشعرون بصعوبة في النهوض صباحا أو فقدان الرغبة في المذاكرة بعد العودة من المدرسة، نتيجة قلة الإضاءة الطبيعية المبكرة وسرعة حلول الظلام في المساء، مما يخلق إحساسا بأن اليوم الدراسي أقصر وأكثر إرهاقا.
لذلك ينصح الخبراء بضرورة تهيئة الطلاب تدريجيا قبل بدء تطبيق التوقيت الشتوي عبر تعديل مواعيد النوم والاستيقاظ قبلها بعدة أيام لتقليل تأثير التغيير المفاجئ.
كما أوضح خبراء التغذية أن النوم المبكر والحصول على وجبة فطور صحية يساهمان بشكل مباشر في تعزيز التركيز والانتباه خلال اليوم الدراسي.
فقلة النوم أو تناول وجبات غير متوازنة قد تزيد من التوتر والقلق وتضعف القدرة على التحصيل الدراسي، وهو ما يتطلب من الأسر دورًا مهمًا في تنظيم يوم الطفل ومساعدته على التكيف مع الجدول الزمني الجديد.
من جهة أخرى، يرى بعض المعلمين أن التوقيت الشتوي يمثل فرصة إيجابية، إذ يساعد على استغلال ساعات النهار المبكرة في المذاكرة والنشاط الذهني، بينما يمنح حلول الليل المبكر وقتا كافيا للراحة والاستعداد ليوم جديد، ويؤكدون أن الطلاب الذين يلتزمون بروتين ثابت للنوم والدراسة لن يتأثروا كثيرا بهذا التغيير، بل يمكنهم تحويله إلى عامل إيجابي إذا أحسنوا تنظيم وقتهم.
ويختتم الخبراء نصائحهم بالتأكيد على أن التكيف مع التوقيت الشتوي لا يستغرق أكثر من عدة أيام، بشرط أن يحافظ الطلاب على نمط نوم منتظم، وأن توفر الأسرة بيئة هادئة للمذاكرة، بعيدا عن المشتتات، كما يفضل تعريض الأطفال صباحا لضوء الشمس الطبيعي، لأنه يساعد الجسم على إعادة ضبط الساعة البيولوجية بسرعة.
التوقيت الشتوي قد يبدو تغييرا بسيطا في الساعة، لكنه في الحقيقة اختبار لقدرتنا على التكيف وتنظيم الوقت، وبالنسبة للطلاب، فإن النجاح في التأقلم معه يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق توازن صحي بين النوم، والمذاكرة، والأنشطة اليومية بما يضمن استمرار الأداء الدراسي في أفضل حالاته طوال فصل الشتاء.








0 تعليق