«الفاشر بين التطهير العرقي والنزوح القسري».. تحذيرات أممية من كارثة إنسانية بسبب جرائم الدعم السريع

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عامين ونصف من الحرب على السودان، يعيش شعبها بين القتل والنزوح وعمليات التطهير العرقي تقوم بها ميليشيا الدعم السريع، إلا أن خلال الأيام الماضية زادت هذه المليشيا توحشاً وسادية في جرائمه بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، فلا تكتفي بعمليات القتل فحسب وإنما تقوم بتنفيذها بطريقة لا يستطيع أن يتحملها نفس بشرية أو يتقبلها عقل. 

تطهير عرقي في الفاشر

وما يحدث في الفاشر من عمليات قتل ونهب وجرائم حرب، جعل المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر، بأن هناك تطهير عرقي يتم بحق مدنيين ويذاع ذلك علي الملأ وينشر بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي وسط تحذيرات من تفشي واستفحال الكارثة في السودان، التي تحولت إلى دولة مصابة بداء الحرب الأهلية.  

وفي آخر تطورات الأحداث في مدينة الفاشر، قالت نقابة أطباء السودان في بيان لها، إن  الدعم السريع ارتكبت مجزرة مروعة بحق مدنيين عزل على أساس عرقي، في جريمة تطهير عرقي" وتشير التقارير أن عدد الضحايا يقدر بالآلاف. 

إجبار الضحايا على حفر قبورهم ودفن أنفسهم أحياء

وأشارت أيضاً إلى أن الدعم السريع، قامت بمداهمة المنازل، وإجبار الضحايا على حفر قبورهم ودفن أنفسهم أحياء"، لافتة إلى أن نحو 2000 مدني قتلوا خلال ساعات قليلة من دخول الجماعة المتمردة إلى المدينة.

الموت يحيط بالسكان.. وحرق المدنيين أحياء 

وسيطرت الدعم السريع، الأحد، على مدينة الفاشر، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش السوداني، وهي المدينة التي حاصرتها المليشيات منذ مايو 2024. و لا يزال 177 ألف مدني محاصرين. فيما نزح نحو 28 ألف سوداني خلال 48 ساعة. 

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ أكثر من 36 ألف شخص من الفاشر في الفترة من 26 إلى 29 أكتوبر.

وواصلت الدعم السريع هجماتها مستهدفة طرق الهروب لمنع المدنيين من الوصول إلى مناطق آمنة، و"أحرق أولئك الذين حاولوا الفرار بالسيارات أحياء داخل مركباتهم".

إعدام المرضى في المستشفيات

ولم تكتفي ميليشيا الدعم السريع بذلك فحسب، بل ارتكبت جريمة أخرى في المستشفى السعودي بالفاشر، والتي شهدت إعداماً ميدانياً لأكثر من 450 مريضاً وجريحاً كانوا داخل المستشفى، إلى جانب نحو 1200 من كبار السن والجرحى والمرضى في المرافق الطبية الميدانية. 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، قُتل أكثر من 1200 عامل صحي ومريض وجُرح 416 في 185 هجومًا تم التحقق منها من قبل قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب في أبريل 2023.

يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربًا أهلية منذ أبريل 2023. وقد أسفر الصراع عن مقتل آلاف الأشخاص ونزوح أكثر من 15 مليونًا.

وقالت نائبة مفوض العون الإنساني بالسودان منى نور الدائم، الأربعاء، إن نحو 2000 شخص قتلوا في الفاشر منذ دخول قوات الدعم السريع المدينة.

ويمثل الاستيلاء على المدينة بعد حصار دام عاما تقدما كبيرا للتنظيم في الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عامين ونصف، وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع نزوح أكثر من 14 مليون شخص.

وأقرّ قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بـ"انتهاكات" التي ارتكبتها قواته. وفي أول تعليق نُشر على تطبيق تيليجرام، قال إن تحقيقًا فُتح.

المنطمات الدولية تحذر 

هذا، ودعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ومفوضة إدارة الأزمات حاجة لحبيب "جميع الأطراف إلى التهدئة الفورية" للعنف في الفاشر، والذي قالوا إنه "يمثل نقطة تحول خطيرة في الحرب ويهدد بتفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل".

وقالوا إن "استهداف المدنيين على أساس عرقهم يؤكد وحشية" الدعم السريع.

هذا، وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "منظمة الصحة العالمية تشعر بالفزع والصدمة العميقة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أكثر من 460 مريضا ومرافقا في مستشفى الولادة السعودي في الفاشر".

وقال "يجب أن تتوقف جميع الهجمات على الرعاية الصحية على الفور ودون قيد أو شرط"، داعيا إلى وقف إطلاق النار، وأصر على حماية جميع المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية.

وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان من أن "خطر وقوع المزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية في الفاشر يتزايد يوما بعد يوم".

ودعا إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة ... لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتوفير ممر آمن لأولئك الذين يحاولون الوصول إلى بر الأمان النسبي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق