جددت منظمة التعاون الإسلامي، يوم الأربعاء، دعوتها الملحة إلى جميع الأطراف السودانية بضرورة العودة إلى طاولة الحوار، تمهيدًا للتوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تُمهد لوقف شامل ودائم لإطلاق النار.
وأكدت المنظمة، في بيان صادر من مقرها بمدينة جدة، أن الطريق الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوداني هو الحل السلمي، داعية إلى تجاوز الخلافات السياسية والعسكرية لصون وحدة السودان وسيادته واستقراره.
إدانة الانتهاكات في الفاشر
أعربت المنظمة عن بالغ قلقها إزاء التطورات الأخيرة في السودان، ولا سيّما الأحداث المأساوية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات وصفتها المنظمة بأنها انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.
وأكد البيان أن ما جرى يمثل “تعديًا صارخًا على حقوق الإنسان”، داعيًا إلى وقف فوري للعنف ضد المدنيين، وضمان سلامتهم في جميع مناطق النزاع.
التزام بالقانون الإنساني وإعلان جدة
وشددت منظمة التعاون الإسلامي على ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى ملايين المحتاجين داخل السودان.
كما دعت إلى احترام أحكام إعلان جدة الموقّع في 11 مايو 2023، والذي وضع أسسًا لوقف إطلاق النار وتسهيل الإغاثة الإنسانية، إلا أن الخروقات المتكررة أعاقت تطبيقه على أرض الواقع.
كارثة إنسانية تتفاقم
بحسب تقارير أممية ومحلية، قُتل نحو 20 ألف شخص منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، فيما تجاوز عدد النازحين واللاجئين 15 مليونًا.
وتشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ نحو 130 ألفًا، ما يجعل الصراع أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في إفريقيا خلال العقد الأخير.
نداء عاجل لإنقاذ السودان
واختتمت المنظمة بيانها بدعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى مضاعفة جهودها لإغاثة الشعب السوداني، وتنسيق المساعدات العاجلة، مؤكدة أن استمرار الحرب لن يحقق انتصارًا لأي طرف، بل يهدد وجود السودان ذاته كدولة موحدة.
يذكر أن الأزمة السودانية اندلعت في أبريل 2023 عقب تفجر الصراع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد خلافات على دمج القوات والسلطة الانتقالية. أسفرت الحرب عن أزمة إنسانية خانقة، وملايين النازحين والقتلى، ودمار واسع للبنية التحتية.














0 تعليق