شلبي: المتحف المصري الكبير يجسد رؤية مصر الجديدة بين عراقة الماضي وطموح المستقبل

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال د. أحمد شلبي، أمين أمانة الإسكان والتنمية العمرانية بحزب الجبهة الوطنية، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يعد حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، ليس فقط لأنه أحد أكبر المتاحف في العالم، ولكن لأنه يجسد رؤية مصر الجديدة في الجمع بين عراقة الماضي وطموح المستقبل؛ فمنذ أن تم اتخاذ قرار إنشاء المتحف في عام 2009 وتحديد موقعه بجوار أهرامات الجيزة، بدأ مشروع وطني ضخم يهدف إلى أن تكون مصر مركزًا عالميًا للحضارة الإنسانية ومقصدًا رئيسيًا للسياحة الثقافية.

وأكد أن اختيار الموقع لم يكن صدفة، بل جاء ليؤكد التكامل بين المتحف ومنطقة الأهرامات والمشهد التاريخي المحيط بها. فالتصميم المعماري الفريد والمتناغم مع البيئة يترجم رؤية مصر في الحفاظ على هويتها الثقافية، وفي الوقت نفسه تقديمها بروح معاصرة تعبّر عن قدرتها على الإبداع والتجدد.

ما يميز هذا المشروع أنه لا يسلّط الضوء فقط على التاريخ العريق والحضارة الفريدة التي تمتلكها مصر، بل يعكس أيضًا حاضرًا نابضًا بالحياة ومستقبلًا واعدًا بالإنجازات. فالمتحف المصري الكبير هو رسالة حضارية تقول للعالم إن مصر ليست فقط مهد التاريخ، بل دولة حاضرة بقوة وتتحرك بخطى واثقة نحو المستقبل.

وأضاف أن الافتتاح سيكشف النقاب عن المجموعة الكاملة المكوّنة من خمسة آلاف قطعة من كنوز الملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض للمرة الأولى مجتمعة في مكان واحد منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إلى جانب 12 قاعة عرض رئيسية توثّق تاريخ مصر عبر العصور بطريقة تجمع بين التسلسل الزمني والموضوعي. هذه التجربة الفريدة ستضع الزائر في رحلة شاملة عبر آلاف السنين من الحضارة المصرية في مشهد معماري مذهل تُطل من خلاله قاعات العرض على الأهرامات مباشرة.

وأكد أن أهمية المتحف لا تقتصر على كونه صرحًا ثقافيًا فريدًا، بل تمتد لتشمل أبعاده الاقتصادية والسياحية؛ فالمتحف أصبح بالفعل عنصرًا أساسيًا في جدول أعمال الزائرين من مختلف دول العالم حتى قبل افتتاحه الرسمي، وهو ما يعكس مكانته المنتظرة كأحد أهم عوامل الجذب السياحي في المنطقة. الافتتاح الكبير سيحظى بتغطية عالمية واسعة، وسيشكل أكبر حملة ترويجية لمصر، تُعيدها إلى دائرة الضوء كوجهة رئيسية آمنة وغنية بالتجارب الثقافية والإنسانية المتنوعة.

وأضاف: إن هذا الحدث سيسهم بشكل مباشر في زيادة عدد السياح ورفع متوسط مدة إقامتهم، إذ سيصبح المتحف نقطة رئيسية في برنامج أي زائر لمصر، ومن ثم سيكون له تأثير إيجابي على العائدات السياحية وعلى الاقتصاد الوطني ككل.

يأتي ذلك متوازيًا مع القرارات الحديثة، مثل اعتبار الشقق الفندقية جزءًا من القطاع الفندقي الرسمي، وهو ما سيساعد على زيادة عدد المفاتيح الفندقية في مصر، ويدعم خطة الدولة الطموحة لزيادة الطاقة الاستيعابية وتحقيق النمو المستدام في قطاع السياحة. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوات في دعم خطة الدولة الرامية إلى استقبال أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2028، بعد أن حققت مصر رقمًا قياسيًا باستقبال 15.7 مليون سائح عام 2024.

وتابع: إن المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد مشروع ثقافي أو أثري، بل هو رمز لقدرة مصر على المزج بين الماضي والحاضر والمستقبل، ورسالة تؤكد أن مصر– بتاريخها العريق، وحضارتها الممتدة، وحاضرها المزدهر، ومستقبلها الواعد– لتظل دائمًا مصدر إلهام للعالم، ونموذجًا للتنمية التي تجمع بين الهوية والابتكار، وبين الثقافة والاقتصاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق