أصدرت محكمة الجنايات المستأنفة بمحافظة البحر الأحمر، اليوم الأربعاء، حكمها في ثاني جلسات إعادة محاكمة المتهمين في قضية مقتل الشاب حامد أشرف حراجي، المعروف إعلاميًا بـ"شهيد الشهامة"، والتي أثارت تعاطفًا واسعًا في الشارع المصري منذ وقوعها مطلع العام الجاري.

وقضت المحكمة بمعاقبة المتهم الأول بالسجن 7 سنوات، والمتهم الثاني بالسجن 3 سنوات، بينما برأت المتهم الثالث من التهم المنسوبة إليه، بعد إعادة النظر في القضية التي شهدت عدة جلسات استماع لأقوال الشهود ومرافعات الدفاع والنيابة العامة.

وكانت محكمة استئناف البحر الأحمر قد رفضت خلال الجلسة الأولى طلبات الدفاع المقدمة من محامي المتهمين، والتي تمحورت حول الطعن في إجراءات التحقيق والتشكيك في أقوال بعض الشهود، معتبرة أن أوراق القضية تضمنت أدلة كافية على ارتكاب المتهمين الجريمة.

 بداية القضية

وتعود أحداث القضية إلى يناير من العام الجاري، حين شهدت مدينة الغردقة جريمة قتل مروعة راح ضحيتها الشاب حامد أشرف حراجي، البالغ من العمر 17 عامًا، والمقيم بحي الدهار، وذلك بعد أن حاول التدخل لفض مشاجرة بين مجموعة من الشباب أثناء حضورهم أحد الأفراح الشعبية.

ووفقًا للتحريات التي أجرتها مباحث قسم أول الغردقة، فإن المجني عليه تدخل بحسن نية في المشاجرة لتهدئة الأجواء، إلا أن تدخله لم يَرُق لأحد المشاركين في الشجار، ما تسبب في نشوب خلاف بينهما. وبعد انتهاء الحفل وعودة الجميع إلى منازلهم، قرر الجناة الانتقام منه في اليوم التالي.

وفي صباح اليوم التالي للحادث، تربص المتهمون بالمجني عليه في أحد شوارع حي الدهار، واعتدوا عليه بشكل مفاجئ، حيث قاموا بتقييد يديه وطعنه بعدة طعنات نافذة في الرأس والصدر والقلب، مما أدى إلى وفاته في الحال. وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الغردقة العام، بينما تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهمين الثلاثة خلال ساعات قليلة من وقوع الجريمة.

وكانت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات البحر الأحمر، برئاسة المستشار وليد محمد دنانة، قد أصدرت في وقت سابق حكمًا أوليًا بمعاقبة المتهمين الأول والثاني بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، والثالث بالسجن 7 سنوات، بعد إدانتهم بقتل المجني عليه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.

إلا أن المتهمين طعنوا على الحكم أمام محكمة الجنايات المستأنفة، التي نظرت القضية من جديد، وانتهت اليوم إلى تخفيف العقوبة على المتهمين الأول والثاني وبراءة الثالث، ليُسدل بذلك الستار مؤقتًا على واحدة من أبرز قضايا العنف التي هزت الشارع بمدينة الغردقة هذا العام.