كيف يكرس "الخط الأصفر" واقعا إنسانيا جديدا فى غزة؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تناول تقرير عبر صحيفة الجارديان، مخاوف تحول خط وقف إطلاق النار المؤقت في غزة إلى حدود دائمة، مشيرة الى أن علامات صفراء يضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمق الانقسام الذي يشطر القطاع إلى نصفين، فيما تتلاشى آمال الانتقال إلى المرحلة التالية من الهدنة. 

وحسب التقرير يتخذ ما يُفترض أنه خط مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة شكلًا ملموسًا بشكل متزايد، إذ بدأت القوات الإسرائيلية في تثبيت علامات إسمنتية صفراء كل 200 متر لتحديد المناطق التي تبقى تحت سيطرتها خلال المرحلة الأولى من الهدنة.

الخط يشطر قطاع غزة 

ويشطر الخط قطاع غزة إلى نصفين تقريبًا، في الغرب تحاول حركة حماس إعادة بسط نفوذها في ظل الفراغ الذي خلفه الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي. 

أما في الشرق والشمال والجنوب، فقد عزز الجيش الإسرائيلي عشرات المواقع العسكرية وواصل إطلاق النار على أي شخص يقترب من الخط، سواء كانت المنطقة محددة بالعلامات الصفراء أم لا.

يقول محمد خالد أبو الحسين، وهو أب لخمسة أطفال من بلدة القرارة شمال خان يونس: "بمجرد أن نقترب من بيوتنا تبدأ الرصاصات في الانهمار من كل اتجاه، وغالبًا ما تحوم فوقنا طائرات مسيرة صغيرة تراقب تحركاتنا، بالأمس كنت مع صديقي عندما تعرضنا لإطلاق نار كثيف، ارتمينا على الأرض ولم أستطع الوصول إلى منزلي. أشعر أن الحرب لم تنتهِ بالنسبة لي. 

ويضيف بأسى: "ما يخيفني أكثر هو أن يبقى هذا الخط للأبد، وأن لا يُسمح لنا يومًا بالعودة."

في تل أبيب، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية في غزة، قائلًا: "إسرائيل دولة مستقلة، وسندافع عن أنفسنا بوسائلنا الخاصة، نحن من يقرر متى وأين نضرب أعداءنا، ولن نطلب إذنًا من أحد".

تأتي هذه التصريحات بعد مقتل جنديين إسرائيليين في رفح في 19 أكتوبر، لتصدر أوامر جديدة من وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بإطلاق النار على أي تحرك قرب الخط الأصفر.

ورغم مرور أسبوعين على الهدنة، لا يزال يُقتل أكثر من 20 فلسطينيًا يوميًا، معظمهم بالقرب من الخط الجديد، ما أدى إلى إحجام آلاف النازحين عن العودة إلى المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

ويبدو الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من الهدنة، التي تنص على نزع سلاح حماس واستبدالها بقوة استقرار متعددة الجنسيات، بعيد المنال، وسط رفض قاطع من الجناح اليميني في حكومة نتنياهو لأي انسحاب إضافي أو تدويل للسيطرة على القطاع.

في الأثناء، يكتسب "الخط الأصفر" ملامح حدود فعلية، حتى أن وسائل إعلام إسرائيلية بدأت تشير إليه بوصفه "حدودًا جديدة". 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق