أدب الطفل في سيناء: من دعوة الرئيس للزيارة إلى صفحات الكتابة.. من يروي أرض الفيروز؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في لحظة ثقافية تحمل في طياتها بعدًا تربويًا وإعلاميًا، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوته للأطفال لزيارة أرض الفيروز - جنوب سيناء - كمحطة تربوية وثقافية، ما فتح الباب لتسليط الضوء على قطاع مهم وحيوي في المشهد الثقافي المصري: أدب الطفل. 

والحديث هنا ليس عن دعوة سياحية فحسب، بل عن فرصة لإعادة النظر في كيف تُروى قصص هذه الأرض، وكيف يتناول الكتاب والمؤلفون «المعطى السيناوي» - طبيعيًا وجغرافيًا وإنسانيًا - في نصوصهم الموجهة للطفل.

يحمل مفهوم «أرض الفيروز» دلالات رمزية وجغرافية، فهي سيناء برمالها وقِممها وبحارها، ومعالمها الطبيعية الحاملة لتاريخ مصر وحضارتها. وفي هذا السياق، يشير خبر صحفي إلى أن جلسات بحثية في مؤتمر أدباء مصر الذي عُقد في المنيا، ناقشت موضوعات مثل «نساء في قلب المعركة» و«كتابات من واقع الحرب»  ما يوضح كيف ينتقل الأدب إلى ميادين التوثيق والتخييل معًا. 

 من هم أبرز كتاب أدب الطفل الذين تعاملوا مع بيئات مثل سيناء؟ وما مدى استفادتهم من دعوة الرئيس هذه باعتبارها حافزًا أو نقطة انطلاق للتنمية الثقافية لأطفال هذه المناطق؟ وعلى هامش ذلك، كيف انعكست توصيات مؤتمر أدباء مصر وإصداراته في هذا الحقل؟

سبق أن أُشير إلى أن الباحثة هدى سيد مرسي تناولت مؤلفًا بعنوان «دور مكتبات الطفل في رفع الوعي من خلال الحفاظ على التراث والتمسك بالهوية»،  كما تناولت دور «السياحة البيئية للطفل» في ضوء أهداف التنمية المستدامة، في دراسة نشرتها مجلة «أدب الأطفال»؛ ما يعكس أن هناك وعيًا أكاديميًا أساسيًا، بمزج البيئة والهوية والطفولة.

أدب الأطفال بين النظرية والتطبيق - تعليم جديد

أيضًا، عقدت شعبة «أدب الأطفال» بالنقابة العامة لـاتحاد كتاب مصر مؤتمرًا بعنوان «أدب الأطفال بين التقليد والتطوير»، حيث تم التركيز على محاور مثل «أدب الأطفال في عالم متغير»، و«كتابة جديدة لطفل المستقبل»، و«صورة البطل في أدب الأطفال».

دعوة الرئيس للأطفال لزيارة سيناء يمكن قراءتها بأنها دعوة لتعميق الشعور بالانتماء الوطني، وتعريف الأطفال بمنجزات الدولة وتحفيزهم على الاستكشاف. من هذا المنطلق، فإن كتاب أدب الطفل بإمكانهم استثمار هذه الدعوة لخلق نصوص تحمل «سيناء» بطلتها أو خلفيته، لاستثمار الطبيعة والهوية والبيئة في صياغة قصص تنمّي وعي الطفل بالوطن. لكن ما نحتاج إليه هو رصد من كتب فعليًا فعلت ذلك.

على سبيل المثال، رغم أن المصادر لا تشير مباشرة إلى كتاب أطفال خصّ منهم سيناء، إلا أن مؤتمر أدباء مصر في دوراته السابقة استضاف فعاليات في جنوب سيناء (على سبيل المثال: استضافة الدورة الـ32 بمدينة شرم الشيخ) حيث أعلنت عن تقديم مواهب من شعراء البادية، ومعرض لإصدارات ثقافة جنوب سيناء، وهو ما يفتح الباب لربط العمل الأدبي بالأطفال وإبداعاتهم في تلك المناطق. 

من بين الأسماء التي تستحق التوقف معها في سياق أدب الطفل:عزت إبراهيم، الذي ذُكر في تقرير أنه في أدب الطفل قدًّم أعمالًا مثل: "كوخ صغير وشجرة كبيرة" 2006، "حكايات في محبة مصر" 2016، "إيد واحدة" 2011، "أرض الشمس"2017 . العمل هنا يعكس بُعدًا وطنيًا وتربويًا واضحًا، ويمكن معه أن يُشكّل نموذجًا لربط البيئة والطفل والوطن.

الباحثة هدى سيد مرسي والمقالات الأكاديمية التي تناولت بنية أدب الطفل وبنائه في مصر القديمة مثلًا تشير إلى أن هذا الحقل التربوي لديه جذور واهتمام متواصل. 

منذ دعوة الرئيس، تظهر فرص متعددة: إنتاج كتب قصصية موجهة للأطفال عن سيناء والطبيعة، تنظيم معارض أدب الطفل في المحافظات الحدودية، ربط ذلك بمشروعات ثقافية تعليمية في مدارس سيناء ومدنها السياحية.

 لكن في الوقت نفسه، هناك تحديات واضحة: قلة التوثيق المخصص لأدب الطفل في تلك المناطق، نقص الترجمات أو الإصدارات المحلية التي تضع البيئة السيناوية في قلب القصة، والحاجة لتدريب الكتّاب والمؤلفين على صياغة نصوص تراعي الخصوصية البيئية والثقافية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق