السينما في سيناء.. كيف صورت الكاميرا أرض الفيروز؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطاب وطني لافت، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الجامعات والمدارس إلى تنظيم زيارات ميدانية إلى شبه جزيرة سيناء، لتُتاح للأجيال الجديدة فرصة التعرف على "أرض الفيروز" من قرب، ليستشعروا عمق انتمائهم لوطنهم ويعايشوا ذاكرة التاريخ والجغرافيا.

تأتي هذه الدعوة في سياق حرص الدولة على تعزيز التنمية السياحية والثقافية في سيناء، وترجمتها إلى فعل واقعي عبر فتح الأبواب أمام الشباب والطلبة لاكتشاف جمال الطبيعة والتاريخ المقدّس، ولفهم المكان ليس كموقع استراتيجي فحسب، بل كجزء جوهري من الهوية المصرية.

وفي هذا الإطار، يستعرض "الدستور" كيف تناولت السينما أرض الفيروز…

من "سمراء سيناء" إلى ملاحم النصر

منذ خمسينيات القرن الماضي، جذبت سيناء عيون المخرجين كأرضٍ تحمل عبق التاريخ وسحر الطبيعة، ففي عام 1959 قدم المخرج نيازي مصطفى فيلمه "سمراء سيناء"، الذي يُعد أول عمل سينمائي يصوّر ملامح الحياة البدوية على أرض سيناء.

وتدور أحداث الفيلم في إطار علاقات غرامية متشابكة وقت الحرب حول عادل "يحيى شاهين" المهندس الشاب والذي يعمل بشركة بترول بصحراء سيناء والمتزوج من ابنة مدير الشركة زوزو "برلنتي عبد الحميد" والتي تخونه مع ابن خالتها، أما سمرة "كوكا" ابنة شيخ القبيلة الواقعة في غرام المهندس الشاب وتعمل على راحته وسعادته فقد علمت بالصدفة بخيانة زوزو لعادل، وبينما هي تحاول تنبيهه لذلك، تدفع زوزو وابن خالتها المال لـسويلم خطيب سمرة من أجل قتل عادل، ثم يهربا سويا وسط غارة إسرائيلية، وتتوالى الأحداث بعد ذلك في مطاردة سويلم لعادل ليموت زوزو وابن خالتها، ولكن الحب ينتصر في النهاية بعد أن يعلم عادل بحب سمرة له.

ومع حرب أكتوبر المجيدة، أصبحت سيناء عنوانًا للبطولة والفداء، فقدّمت السينما المصرية مجموعة من الأفلام الوطنية التي خلدت انتصارات الجيش المصري على أرضها، من أبرزها "العمر لحظة"، و"الوفاء العظيم"، و"حتى آخر العمر"، و"الطريق إلى إيلات"، وكلها جسدت تضحيات المقاتلين وملامح الصمود في وجه العدو.

ولا يمكن الحديث عن سيناء في السينما دون ذكر الفيلم الشهير "الرصاصة لا تزال في جيبي"، الذي صُوّر جزء كبير منه في مواقع حقيقية بسيناء، ليمنح الجمهور تجربة واقعية نابضة بروح الحرب والنصر، كما يعد فيلم "أبناء الصمت" (1974) من أبرز الأعمال التي جسدت حياة الجنود خلال المعركة بروح وطنية خالدة، إذ تدور أحداثه حول مجموعة من الجنود المصريين الذين يرابطون على جبهة القتال خلال حرب الاستنزاف التي أعقبت نكسة 1967، حيث يخوضون عمليات فدائية خلف خطوط العدو في سيناء استعدادًا لمعركة التحرير الكبرى. 

وفي موازاة أحداث الجبهة، يعرض الفيلم الجانب الإنساني لشخصياته، مثل مجدي الجندي الذي يعود إلى القاهرة في إجازة قصيرة للقاء خطيبته نبيلة الصحفية الجريئة، التي تواجه رئيس تحريرها النفعي وتدافع عن مبادئها، ومن خلال هذه الخطوط الدرامية، يُبرز الفيلم التناقض بين حياة الحرب وحياة المدينة، ويختتم بمشاهد مؤثرة تجسد تضحيات الشهداء الذين مهدوا الطريق للنصر، ليصبح العمل تحية خالدة لأبطال مصر من أبناء الصمت الذين نطقوا ببطولاتهم في ميادين القتال.

الوثائقيات.. ذاكرة الصورة وروح الأرض

بعد سنوات من الحرب، اتجهت الكاميرا لتوثيق تاريخ سيناء بعدسة واقعية ووطنية، ففي عام 2015، عرض الموقع الرسمى لوزارة الدفاع فيلمين قصيرين بعنوان "سيناء ملحمة شعب وجيش" و"سيناء أرض الأمجاد" بالتزامن مع الذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير سيناء واحتفالات القوات المسلحة والشعب المصرى بهذه المناسبة.

الفيلمان من إنتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة وبهما مجسمات للمحيط الجغرافى التى تقع فيه شبه جزيرة سيناء، وموقعها المتميز، والتضاريس الطبيعية والثروات التى وهبها الله لتلك البقعة الغالية من أرض مصر، والتى شكلت مطمعا للغزاة والمستعمرين على مر العصور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق