السبت 25/أكتوبر/2025 - 03:13 م 10/25/2025 3:13:39 PM
لم تكن مصر العروبة بعيدة عن الجرح الفلسطيني في يوم من الايام، ولم يغب دورها وواجبها عن قضايا الأمتين العربية والاسلامية، وفي مقدمتهما القضية الفلسطينية التي تحملت القاهرة عبئها السياسي والانساني لعقود طويلة، ومع تصاعد العدوان الصهيوني الوحشي على اهلنا في قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، فتحت مصر أبوابها مجددًا أمام آلاف الجرحى والمرضى الفلسطينيين، لتتحول حدودها إلى جسر حياة وممر للرحمة شهد على اهميته كل من لجأ اليه وكل من زار وتحقق بنفسه من عظمة الدور المصري وشهامة وانسانية فريق الاطباء والفرق المعاونه له من شباب الاطباء والتمريض المصريين.
منذ اللحظة الأولى لتصاعد القصف على غزة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي أجهزة الدولة كافة لتقديم الدعم الطبي والإغاثي العاجل، ووجه بإنشاء مستشفيات ميدانية على مقربة من معبر رفح، وتجهيز ممرات آمنة لنقل الجرحى إلى المستشفيات في العريش والإسماعيلية والقاهرة. وقد استنفرت وزارة الصحة طواقمها الطبية، وفتحت المستشفيات العامة والخاصة لاستقبال الحالات الحرجة، مع توفير أطقم من الأطباء المتخصصين في الجراحة والعظام والحروق والأمراض النفسية لمعالجة آثار الحرب على الجسد والنفس معًا، وللكبار والصغار من ابناء غزة.
ولم يتوقف الدور المصري عند حدود المساعدات الرسمية؛ إذ تكاملت الجهود الحكومية مع المبادرات الشعبية والأهلية، فشاهدنا قوافل الإغاثة تنطلق من الجمعيات والمؤسسات المدنية والنقابات المهنية، محملة بالأدوية والأغذية والمستلزمات الطبية.
كما أطلقت المبادرات الأهلية حملات للتبرع بالدم والمستلزمات الطبية، وشارك فيها المواطنون من مختلف المحافظات في مشهد أعاد للأذهان أصالة التضامن المصري والعربي.
وفي كل مرة يتجدد العدوان، تثبت القاهرة أنها الحاضنة الأولى للحق الفلسطيني، فليست المساعدات المصرية عملًا طارئًا، بل امتدادًا لتاريخ طويل من الدعم الميداني والسياسي والإنساني. فقد وقفت مصر إلى جوار الشعب الفلسطيني في كل عدوان مر به منذ نكبة 48 وحتى اليوم، ودفعت من أمنها واقتصادها ثمنا لمواقفها المبدئية الثابتة في الدفاع عن الإنسان اولا وفي السياسة ايضا للدفاع عن الحق والمصير
وفي المحافل الدولية، لم يكتفِ الرئيس عبدالفتاح السيسي بالدعم الإنساني، بل رفع صوته في المحافل كافة مطالبًا بوقف العدوان فورًا، وسوف يسجل التاريخ كلمات الرئيس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصنفت انها الاوقوى في توضيح الصورة وفضح العدو،
ايضا تحركت مصر على المستوى الدولي لإعادة إعمار غزة وضمان تدفق المساعدات دون قيد أو شرط.
وأكد الرئيس مرارًا أن الأمن لن يتحقق في المنطقة إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
إن الموقف المصري اليوم ليس مجرد تضامن ظرفي فرضته حالة انسانية لشعب اعزل، بل هو ترجمة لسياسة ثابتة ترى في إنقاذ الأرواح واجبًا وطنيًا وإنسانيًا، وفي دعم الشعب الفلسطيني التزامًا أخلاقيًا ولن يسقط بالتقادم.
مصر، كما كانت دائمًا، هي السند والملاذ، لكل القضايا العربية والاسلامية تمد يدها لتضمد الجراح وتعيد الأمل إلى من أنهكتهم الحرب، فسوف تظل مصر هي قلب العروبة النابض.
















0 تعليق