.. ويبقى الفلسطينيون فى قلوب كل المصريين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 25/أكتوبر/2025 - 06:21 م 10/25/2025 6:21:24 PM

 تقول إحصائيات وزارة الصحة إن مصر استقبلت منذ بدأت الحرب الغاشمة على غزة وحتى الآن نحو 7277 فلسطينيًا مصابًا بإصابات متبايتة، لا يزال نحو ألف منهم تحت العلاج فى المستشفيات المصرية، كما تم إجراء 2978 عملية جراحة كبرى، فضلًا عن تقديم أكثر من 18 ألف جرعة تطعيم. تضمنت الجهود الطبية المصرية كذلك ترتيبات لوجستية شملت فرقًا طبية مجهزة مع توفير الإقامة للمرضى ومرافقيهم.
لم تتوقف الجهود المصرية مع الإعلان عن وقف إطلاق النار، بل إن نائب رئيس الوزراء اجتمع قبل يومين مع الدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية لبحث تنسيق الجهود لدعم المزيد من المرضى الفلسطينيين. وكانت المنظمة قد طالبت بفتح الممرات الطبية الآمنة بشكل دائم للسماح بخروج نحو 15 ألف جريح لا يزالون فى حاجة إلى تلقى العلاج خارج القطاع المدمر وقطاعه الطبى المنهار بالفعل.
 وقد تطلب تعامل مصر مع كل تلك الأعداد تجهيزًا مكثفًا للمستشفيات فى شمال سيناء لاستقبال المزيد من الجرحى. وخلال استقباله مؤخرًا لوفد برلمانى دنماركى عند معبر رفح البرى، تحدث محافظ شمال سيناء شارحًا تلك الجهود المصرية المبذولة فيما يخص الأمور الطبية، إذ ذكر أنهم يعدون تقريرًا طبيًا مفصلًا لكل حالة من الحالات التى ترد من داخل القطاع، ثم يتم تحويلهم إلى المستشفيات المجهزة بالعريش وكل من بورسعيد والإسماعيلية والقاهرة وفقًا لتشخيص إصابة كل حالة. 
أضف إلى هذه الأرقام ما ذُكر بشأن استقبال 300 مستشفى فى 26 محافظة لمرضى ومصابين فلسطينيين خلال العامين الماضيين. كل تلك الأرقام على ضخامتها ومصر لم تتاجر بالخدمات التى تقدمها لهم ولذويهم من المرافقين، إذ يؤمن الجميع هنا حكامًا ومحكومين أننا لا نبذل إلا واجبًا ألزمنا به أنفسنا بحكم إنسانيتنا وعقيدتنا وإيماننا بعروبتنا. فى حين أن دولة ما حين تستقبل طفلًا واحدًا أو طفلة من أبناء فلسطين تستمر فى الترويج للدور المزعوم الذى يقومون به ودعمهم للقضية وضحاياها! 
بالطبع هذه أمور لا تضايقنا نحن المصريين، بل على العكس تمامًا فنحن نتمنى أن يقوم كل عربى بدور ولو محدودًا يعوض الفلسطينيين بعضًا مما تكبدوه خلال عامين من الصمود المدهش فى وجه القمع وآلة الحرب الصهيونية. حتى إننا لا نزال قلقين بشأن حالة التشرد التى يعانيها الغزاويون خارج أطلال منازلهم المدمرة، خاصة ونحن نتهيأ لاستقبال ذروة الطقس السيئ خلال هذا الشتاء.
 ستظل العين على مصر فيما يخص مداواة الجراح، وهى يقينًا أهل لأداء هذا الواجب على مستوى الدولة وعلى المستوى الشعبى كذلك. ومبلغ ظنى، أن جهودًا كبيرة ومكثفة ستُبذل أيضًا فى سبيل إعادة الإعمار، ولكنه ملف يحتاج إلى كُلفة ضخمة وتمويل مستمر حتى يتم الانتهاء منه، فهل تفى الدول الشقيقة والصديقة بالتزاماتها - المادية على الأقل - لنتكفل نحن بتنفيذ باقى المهمة بجهود مشتركة تتعانق فيها من جديد السواعد المصرية مع السواعد الفلسطينية؟ أتمنى كما يتمنى المخلصون وكل ذى قلب ينبض من بنى البشر سرعة الاستجابة من الدول والحكومات، بل حتى من أولئك الذين ملأوا الأرض صياحًا وتظاهرًا - قبل أشهر قليلة- مطالبين بفتح الحدود مع غزة. ها هى الأمور تتهيأ اليوم لما طالبتم به، فهلّا وجهتم نصف الجهد الذى بذلتموه فى التظاهر من أجل جهد حقيقى يحفظ لمن بقى على قيد الحياة من الفلسطينيين حياته ويجمع شمل المُشردين تحت أسقف بيوت آمنة؟

ads
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق