الفصائل الفلسطينية تفوّض مصر بإدارة ملف غزة.. ثقة بلا حدود

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا حل لوقف إطلاق النار فى غزة دون الوفاق بين فصائل المقاومة.. وهذا ما فطنت له الدبلوماسية المصرية، فوجهت الدعوة لكل الفصائل الفلسطينية للجلوس إلى مائدة المفاوضات فى القاهرة. هذا اللقاء شكك البعض فى انعقاده ولم يتوقع أن يتم بمثل هذه السرعة والوصول إلى اليوم التالى للحرب.. كان موقف الفصائل موقفًا موحدًا برؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة ورسم خارطة طريق مستقبل غزة. 

حين تلقى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، منذ أسابيع قلية، موافقة حماس على مقترحه الذى أرسله لهم.. وأبدت المقاومة تجاوبها، ما أذهل الرئيس الأمريكى هذا الرد دون اعتراض يعرقل التفاوض، بناءً على ذلك قرر «ترامب» انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام، لاغيًا خطة وضعها مسبقًا وتراجع عن فكرة تحويل غزة إلى «الرفييرا» كخطة بديلة عن إعمار القطاع. 

إن رد «حماس» الذى اتسم بالمرونة وإبداء موافقتها مهد الطريق إلى انعقاد قمة بحضور ٢٧ دولة وخمس منظمات دولية شهد لها الجميع بالنجاح ووضعت المنطقة والإقليم على طريق السلام.

العلاقة بين الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى» والرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» تتسم بالاحترام المتبادل والثقة فى المفاوض المصرى التى عبر عنها أمام العالم أجمع قائلا: «دور مصر كان مؤثرًا لأن حماس تحترم قيادة مصر، وأنا أقدر وأحترم مصر».

المفاوض المصرى مشهود له بالكفاءة على مر العصور، بالمواقف وليس بالادعاءات، نتذكر تصريحات مبعوث «ترامب» حين أشاد باللواء «حسن رشاد» رئيس المخابرات العامة قائلًا: «لا أعرف إذا كان التاريخ سيسجل تلك المواقف بالتفصيل.. لكن دونك يا سيدى لم نكن ننتهى من حرب غزة».. إنها مصر بقياداتها وكلمتها تنهى الحروب. 

ولأن مصر تدرك وتعمل دائمًا على لم الشمل الفلسطينى وتوحيد الرؤية بين السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة فى غزة، حرصت على لقاء فى القاهرة بين وفد من السلطة الفلسطينية «فتح» برئاسة نائب الرئيس «حسين الشيخ» ورئيس المخابرات «ماجد فرج»، حيث بينهما مسئول المخابرات المصرية فى عدة لقاءات للبحث والتشاور دون مشاركة وفد السلطة الفلسطينة اجتماع الفصائل. 

لقد نجحت مصر فى عرض رؤيتها لليوم التالى للحرب، كما أبدت الفصائل مرونة وارتياحًا وعبرت عن رغبتها بتفويض مصر بإدارة ملف غزة بالكامل، هذا التفويض ينبع من ثقة الفصائل الفلسطينية بالدور المصرى المحورى الذى يحقق أمن قطاع غزة ومن ثم أمن المنطقة والإقليم.. وبهذه النتائج والخطوات يكتب لقمة شرم الشيخ السلام والنجاح، بما نشهده من تنفيذ المراحل الثلات  ضمن بنود القمة، التى بدأت بالمرحلة الأولى حيث تنص على وقف إطلاق النار من ٤٢ يومًا إلى ٧٠ يومًا، المرحلة الثانية، إطلاق الرهائن وتسليم الجثث لدى حماس، وجار التفاوض والتسليم، وما أن تنتهى الفصائل من تسليم «الجثث» وفقًا لجدول زمنى ننتقل إلى المرحلة الثالثة وهى «إعمار غزة» .

لقد عرضت اليوم الفصائل الفلسطينية المجتمعة فى القاهرة رؤيتها لليوم التالى للحرب، التى تضمنت مطالب محددة، وهى: دعم تنفيذ إجراءات اتفاقية وقف إطلاق النار، تسليم ادارة القطاع إلى لجنة مؤقتة من أبناء القطاع، اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ وأمن واستقرار القطاع، الدعوة لإنهاء الانتهاكات بحق الأسرى حتى ينالوا حريتهم. توحيد رؤى الفصائل والمواقف لمجابهة التحديات.. مخرجات ومطالب عادلة دون تجاوزات او مبالغة، كما تحظى بالتأييد على عكس الموقف الإسرائيلى الذى يربط بين إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وتأخير تسليم حماس لعشرين جثة إسرائيلية غائرة تحت الانقاض.

مصر قيادة وشعبًا تعمل على إنهاء الحرب والوقوف إلى جانب القضيةالفلسطينية والمواقف تشهد بذلك.. ومصر مستمرة فى التفاوض مع الجانب القطرى وصولًا إلى مرحلة الإعمار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق