في ظل ازدياد الشكوى من الإرهاق العام والخمول وقلة التركيز بين فئات مختلفة من الناس، يختلط على الكثيرين التمييز بين أعراض الأنيميا ونقص فيتامين دال، خاصة أن الحالتين تتشابهان في عدد من العلامات الجسدية والنفسية، فهل هناك فرق واضح بينهما؟
تشابه الأعراض بين نقص فيتامين دال والأنيميا
أوضح الدكتور محمد فطين، أستاذ مساعد واستشاري أمراض الدم، في تصريحاته أن هناك بالفعل تشابهًا ملحوظًا بين أعراض الأنيميا ونقص فيتامين دال، مشيرًا إلى أن كلاهما يسبب التعب العام، والدوخة، وسرعة ضربات القلب، وقلة التركيز، وكثرة النوم، وضعف المجهود البدني.
وأضاف الدكتور فطين أن هذا التشابه يجعل البعض يخلط بين الحالتين، مؤكدًا أن التحليل المعملي هو الفيصل الوحيد في تحديد السبب الحقيقي وراء تلك الأعراض.
وأوضح أن “أعراض الأنيميا مرتبطة بنقص الحديد أو بعض الفيتامينات المسؤولة عن تكوين كرات الدم الحمراء، بينما نقص فيتامين دال يؤثر في المقام الأول على العظام والعضلات والطاقة العامة”.
نقص فيتامين دال.. الأعراض الأخف لكن لا تُهمَل
وأشار فطين إلى أن نقص فيتامين دال غالبًا ما يُسبب “شعورًا بانخفاض الطاقة، مع بعض الآلام في العضلات والمفاصل، وربما آلامًا خفيفة في العظام”، موضحًا أن هذه الأعراض تبدو أخف حدة من أعراض فقر الدم، لكنها قد تؤثر على جودة الحياة بشكل ملحوظ.
وقال: “نقص فيتامين دال لا يُسبب دوخة شديدة أو خفقانًا مثل الأنيميا، لكنه يجعل الشخص يشعر بالكسل والرغبة في النوم وقلة النشاط البدني، خاصة في فترات الشتاء حين تقل أشعة الشمس التي تُعد المصدر الأساسي لإنتاج هذا الفيتامين”.
الصيف يحسّن الحالة المزاجية ومستويات فيتامين دال
وبيّن استشاري أمراض الدم أن معظم الناس الذين يجرون تحاليل بعد فصل الصيف “يلاحظون تحسنًا واضحًا في مستويات فيتامين دال لديهم، مما ينعكس على نشاطهم البدني وصحتهم العامة ومزاجهم”، وأوضح أن “التعرض للشمس بانتظام وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين دال مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض من أهم طرق الوقاية”.
التحاليل ضرورة للتشخيص السليم
وشدّد الدكتور محمد فطين في ختام حديثه على أهمية عدم الاعتماد على الأعراض فقط في تحديد سبب الخمول أو التعب، قائلًا:“لا يمكن الجزم إن كانت المشكلة أنيميا أو نقص فيتامين دال إلا بعد إجراء التحاليل الطبية المناسبة، لأن العلاج يختلف تمامًا بين الحالتين”.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
0 تعليق