قال الدكتور رمضان أبوجزر، مدير مركز بروكسل للأبحاث، إن أوروبا تسعى إلى إيجاد شريك موثوق في منطقة الشرق الأوسط وجنوب المتوسط، وقد وجدت ضالتها في مصر، التي تتمتع باستقرار سياسي وأمني واقتصادي رغم موقعها في منطقة مليئة بالتوترات، مؤكدًا أن مصر تُعد الخيار الأكثر موثوقية لتكون شريكًا استراتيجيًا ضمن إطار شراكة شاملة مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أبوجزر، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا التعاون لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة جهود دبلوماسية مصرية مكثفة خلال السنوات الماضية، أسهمت في بناء هذا المشروع الذي يخدم مصالح الطرفين، فالاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مصر، ومصر بدورها تستفيد بشكل كبير من هذه الاتفاقات، خاصة أن السوق الأوروبية تعد الشريك التجاري الأكبر للبضائع المصرية وفقًا لإحصاءات عامي 2024–2025.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي بات أقرب سياسيًا إلى الموقف المصري في عدد من القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهو ما تجلى في المشاركة الأوروبية الفاعلة في مؤتمر السلام بشرم الشيخ، الذي رعاه الرئيس عبدالفتاح السيسي وأسفر عن وقف الحرب، بعد أن عجزت القوى الدولية عن تحقيق ذلك على مدار عامين.
وأشار إلى أن توافق المصالح الاقتصادية والسياسية بين الجانبين يأتي في وقت تعاني فيه أوروبا من تراجع الثقة في الشريك الأمريكي، ومن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع العديد من الشركات والمصانع الأوروبية إلى مغادرة مناطق النزاع والبحث عن وجهات أكثر استقرارًا.
وأكد أن مصر تمتلك مقومات جذب قوية، من بينها الكفاءة الإنتاجية، المواد الأولية، الاستقرار السياسي، الأيدي العاملة المدربة، إضافة إلى خطوط إمداد قريبة وسهلة الوصول إلى الأسواق الأوروبية، ما يجعلها شريكًا مثاليًا في هذه المرحلة.
0 تعليق