ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال"، أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى القمة المرتقبة مع مصر كبوابة أساسية لتعزيز التنسيق الإقليمي بشأن غزة، مشيرة إلى أن بروكسل تعتبر القاهرة شريكًا لا غنى عنه في دعم الجهود الإنسانية، وضمان وصول المساعدات، والإعداد لمرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سيستضيفان الرئيس عبد الفتاح السيسي في بروكسل اليوم الأربعاء، في أول قمة من نوعها بين الاتحاد الأوروبي ومصر، ضمن مساعٍ لتعميق الشراكة السياسية والاقتصادية ومواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.
وقال أنتوني دوركين، الزميل البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن اهتمام الاتحاد الأوروبي بتوثيق العلاقات مع مصر يعكس "الدور المحوري الذي لعبته القاهرة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة"، إلى جانب دورها الثابت في الدبلوماسية الإقليمية.
وأضاف دوركين أن الاتحاد يسعى أيضًا إلى تطوير التعاون مع مصر في ملفات أوسع، من بينها "الحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية، وتفادي مخاطر عدم الاستقرار الاقتصادي، إضافة إلى الاستفادة من إمكانات مصر كمصدر محتمل للكهرباء الخضراء والهيدروجين".
محاور القمة وأهدافها السياسية والاقتصادية
من المقرر أن تبدأ القمة الثنائية في بروكسل الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، على أن يعقد السيسي وكوستا وفون دير لاين مؤتمرًا صحفيًا لاحقًا، يعقبه عشاء غير رسمي مع قادة الاتحاد الأوروبي الذين سيشاركون في اجتماعات المجلس الأوروبي الخميس المقبل.
وتأتي القمة بعد توقيع شراكة استراتيجية شاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مارس 2024، تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المصري والحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ووفقًا لمجلس الاتحاد الأوروبي، ستتناول المناقشات ملفات السياسة والاقتصاد والطاقة والهجرة والأمن والتجارة، إضافة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقال كوستا في بيان: "قمتنا الثنائية الأولى فرصة لتعزيز شراكتنا بشكل أعمق، وإطلاق العنان لكامل إمكانات علاقاتنا المشتركة".
دعم غزة.. أولوية على أجندة الاتحاد الأوروبي
وأكدت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي حريص على التحدث مع مصر بشأن دعم الجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك وصول المساعدات وإعادة الإعمار بعد الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استضافة مؤتمر للمانحين في 20 نوفمبر الجاري لدعم السلطة الفلسطينية، في حين تشارك مصر في تنظيم مؤتمر موازي لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، دون وضوح مدى التنسيق بين الحدثين حتى الآن، وفق قولها.
كما يضغط الاتحاد الأوروبي للحصول على دور رسمي في "مجلس السلام" الذي أسسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للإشراف على لجنة تكنوقراطية فلسطينية ستدير شؤون غزة مستقبلًا.
وستسبق القمة فعالية جانبية حول العلاقات الاستثمارية، يشارك فيها وزير الخارجية بدر عبد العاطي ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، إلى جانب المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط دوبرافكا سويكا، التي أعلنت أنها ستترأس مؤتمرًا في 28 نوفمبر للاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على عملية برشلونة، متوقعة أن يتصدر ملف غزة جدول أعماله، وفق تصريحها أول أمس الاثنين.
0 تعليق