مع اقتراب نهاية فصل الخريف لعام 2025، يزداد اهتمام الكثيرين بمعرفة الموعد الدقيق لبداية فصل الشتاء والانقلاب الشتوي، والظواهر الفلكية المرتبطة به، خاصة مع ما يشهده الطقس من تغيرات تدريجية وانخفاض واضح في درجات الحرارة ليلًا. ويُعد الانقلاب الشتوي أحد أبرز الظواهر الفلكية في العام، حيث يمثل الحد الفاصل بين الخريف والشتاء في نصف الكرة الشمالي، ومنه تبدأ الأجواء الباردة رسميًا.

موعد الانقلاب الشتوي 

فلكيًا، أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الانقلاب الشتوي لعام 2025 سيحدث في يوم الأحد 21 ديسمبر 2025، ليكون اليوم الأول من فصل الشتاء رسميًا في مصر ومعظم دول نصف الكرة الشمالي.

 ويستمر فصل الشتاء لمدة 89 يومًا و20 ساعة و22 دقيقة، لينتهي في 19 مارس 2026، مع بداية فصل الربيع فلكيًا.

ويُعرّف الانقلاب الشتوي بأنه اللحظة التي تصل فيها الشمس إلى أقصى ميل جنوبي لها بالنسبة إلى خط الاستواء السماوي، أي عندما تكون الشمس في وضع عمودي على مدار الجدي، الذي يقع عند دائرة عرض 23.5 درجة جنوبًا. 

في هذا اليوم، تكون أشعة الشمس مائلة للغاية على نصف الكرة الشمالي، مما يؤدي إلى قِصر فترة النهار وطول ساعات الليل إلى أقصى حد خلال العام، وهي سمة مميزة لبداية الشتاء.

أما عن سبب حدوث فصل الشتاء فلكيًا، فيعود إلى ميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.5 درجة عن مستوى مدارها حول الشمس. هذا الميل هو ما يجعل أشعة الشمس تسقط بزاوية مختلفة على سطح الأرض في كل فصل. 

فعندما يميل النصف الشمالي من الكرة الأرضية بعيدًا عن الشمس، تقل كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إليه، فتنخفض درجات الحرارة ويحل فصل الشتاء، بينما في الوقت نفسه يكون النصف الجنوبي مائلًا نحو الشمس، ليشهد فصل الصيف.

ويُعد يوم الانقلاب الشتوي من الأيام الفريدة في العام، إذ يكون النهار هو الأقصر على الإطلاق، بينما الليل هو الأطول. 

ففي القاهرة مثلًا، تشرق الشمس يوم 21 ديسمبر في حوالي الساعة 6:45 صباحًا وتغرب عند 4:55 مساءً تقريبًا، أي أن مدة النهار لا تتجاوز 10 ساعات فقط، بينما يمتد الليل لنحو 14 ساعة.

 وبعد هذا اليوم، تبدأ الشمس في التحرك تدريجيًا نحو الشمال مرة أخرى، فتزداد ساعات النهار ببطء معلنة اقتراب نهاية الشتاء.

وتؤكد هيئة الأرصاد الجوية المصرية أن فترة الانقلاب الشتوي تمثل بداية الطقس البارد فعليًا في مختلف المحافظات، خاصة في مناطق الوجه البحري والسواحل الشمالية. وتشهد البلاد خلال هذه الفترة انخفاضًا واضحًا في درجات الحرارة مع فرص متزايدة لسقوط الأمطار، خصوصًا في شهري ديسمبر ويناير، إلى جانب نشاط الرياح على فترات متقطعة.

ويُعد الانقلاب الشتوي حدثًا مهمًا ليس فقط من الناحية الفلكية، بل من الناحية الثقافية أيضًا، حيث ارتبط منذ القدم بعدد من الاحتفالات التقليدية في الحضارات القديمة التي كانت ترى في عودة الشمس رمزًا للتجدد والانبعاث.