تعرض متحف اللوفر الشهير في العاصمة الفرنسية باريس للسرقة، حيث وقعت  السرقة بعد وقت قصير من فتح المتحف أبوابه صباح اليوم  الأحد. 

تفاصيل سرقة متحف اللوفر

ونقلت صحيفة "لو باريزيان" عن مصادر في الشرطة قولها، إن المشتبه بهم دخلوا المبنى من جهة نهر السين، حيث تجري أعمال ترميم حاليًا، وباستخدام مصعد شحن يؤدي مباشرةً إلى المعرض المستهدف، حطم رجلان النوافذ للدخول، بينما بقي شريك ثالث في الخارج.

اللصوص سرقوا 9 قطع من مجموعة مجوهرات الإمبراطور نابليون والإمبراطورة جوزفين

ووصف محقق السرقة بأنها "مُخطط لها بدقة"، مضيفًا أن اللصوص سرقوا تسع قطع من مجموعة مجوهرات الإمبراطور نابليون والإمبراطورة جوزفين، بما في ذلك قلادة ودبوس و تُعتبر هذه المجموعة، التي جُمعت بعد تتويجهما عام 1804، من أثمن المقتنيات التاريخية في فرنسا، حيث تضم قطعًا صودرت من ملوك أوروبا خلال العصر النابليوني.

وأعلن متحف اللوفر إغلاقًا مفاجئًا "لأسباب استثنائية"، حيث تم اصطحاب مئات الزوار إلى خارج المبنى. أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت إخلاء حشود غفيرة من مدخل المتحف الهرمي الزجاجي.

الإجراءات الأمنية المشددة أحاطت بالمبنى لما يقرب من نصف ساعة

فيما قال أحد السياح لصحيفة "ذا صن" البريطانية "وصلنا إلى الساحة حوالي الساعة العاشرة صباحًا، وكان الآلاف يصطفون في طوابير، بدأ الموظفون يقولون إن متحف اللوفر مغلق لأن أحدهم حاول سرقة شيء من الداخل. بعد عشر دقائق، وصل رجال الشرطة وبدأوا بإجلاء الجميع، وسادت حالة من الفوضى العارمة".

ووصف زائر بريطاني آخر الجو بأنه "أشبه بفيلم شيفرة دافنشي"، مضيفًا أن الإجراءات الأمنية المشددة أحاطت بالمبنى لما يقرب من نصف ساعة.

بينما قالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي  إنها كانت في الموقع "بجانب فرق المتحف والشرطة"، حيث بدأ المحققون تحقيقًا في كيفية تمكن العصابة من التسلل إلى أحد أكثر متاحف العالم حراسة.

و نشرت رشيدة داتي على موقع التواصل الاجتماعي X صباح الأحد: "وقعت سرقة هذا الصباح في  متحف اللوفر ولا إصابات تُذكر. أنا متواجدة في الموقع إلى جانب فرق المتحف والشرطة. التحقيقات جارية."

وزير الداخلية الفرنسي يؤكد واقعة السرقة

كما صرح وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز لإذاعة فرانس إنتر: "وقعت سرقة كبرى هذا الصباح في قاعة أبولو، دخل أفراد متحف اللوفر من الخارج باستخدام مصعد شحن خارجي مُثبت على شاحنة"، وتضم قاعة أبولو مجوهرات التاج الفرنسي، بالإضافة إلى كنوز، بما في ذلك مجموعة أواني لويس الرابع عشر المصنوعة من الحجر الصلب.

وأضاف وزير الداخلية أن اللصوص اقتحموا نافذة باستخدام آلة صنفرة زاوية وسرقوا مجوهرات "ذات قيمة عاطفية ولا تُقدر بثمن"، وقال نونيز إن هناك "ثلاثة أو أربعة مرتكبين"، وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان لها أنه يجري إعداد قائمة مفصلة بالقطع المسروقة.

وأضاف "نونيز" لإذاعة فرانس إنتر أن السرقة لم تستغرق سوى سبع دقائق، حيث لاذ المشتبه بهم بالفرار على متن دراجات نارية. قال وزير الداخلية: "من الواضح أن فريقًا كان يستكشف الموقع. كان فريقًا ذا خبرة واسعة، وتحرك بسرعة فائقة"، وأضاف: "أنا واثق من أننا سنعثر على الجناة بسرعة، والأهم من ذلك، سنستعيد المسروقات".

تجديد شامل لمتحف اللوفر

يذكر انه في وقت سابق من هذا العام، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تجديد شامل للمتحف بعد أن حذر مديره من أن زيارة المبنى المكتظ أصبحت "محنة جسدية".

في مذكرة موجهة إلى وزارة الثقافة، سُرّبت إلى وسائل الإعلام في يناير، قالت مديرة متحف اللوفر، لورانس دي كار، إن المساحة الواقعة أسفل مدخل المتحف الهرمي الزجاجي غير معزولة بشكل صحيح عن البرد أو الحرارة، وتميل إلى تضخيم الضوضاء، وتُسبب إزعاجًا للجمهور والموظفين على حد سواء.

كما دقّت دي كار ناقوس الخطر بشأن تسربات المياه، وضعف البنية التحتية، وتقلبات درجات الحرارة، مما يُهدد الحفاظ على الأعمال الفنية، وأضافت أن الزوار يواجهون اكتظاظًا ومرافق دون المستوى المطلوب.