قال الدكتور يوسف محمد المنسي، واعظ بمجمع البحوث الإسلامية، إن قضية القدوة تُعد من القضايا الجوهرية التي لا يمكن أن يستغني عنها أي مجتمع، خاصة في ظل ما يواجهه الشباب من غياب النماذج الملهمة.
وأضاف "المنسي"، خلال حواره ببرنامج "صباح الخير يا مصر" المُذاع عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، أن كثيرًا من الشباب يربطون مفهوم القدوة بالقادة والزعماء فقط، بينما الإسلام يقدم تصورًا أوسع وأعمق للقدوة.
وأوضح أن القدوة في التصور الإسلامي ليست مجرد منظومة قيم، بل هي سلوك يُرى في حياة الإنسان، في أقواله وأفعاله، مستشهدًا بقول السيدة عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: "كان خلقه القرآن"، مشيرًا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان نموذجًا حيًا للقدوة، كما قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".
وأشار إلى أن الحديث عن القدوة يدعو المجتمع بأكمله، وخاصة أصحاب الفكر والعقول، إلى إعادة النظر في كيفية بناء القدوة الصالحة، والتمييز بينها وبين القدوة الزائفة، فالقدوة، كما وصفها، هي تقاطع بين الاصطفاء الإلهي والجهد البشري، وليست حكرًا على من وُلدوا بصفات معينة.
ولفت إلى أن علماء السلوك يسمّون هذا الجهد البشري "التزكية"، مستشهدًا بقوله تعالى: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها"؛ فالقدوة ليست منحة إلهية فقط، بل هي ثمرة عمل الإنسان على نفسه، وسعيه لتغيير سلوكه ومفاهيمه ووعيه، وصولًا إلى صفاء الروح والإنتاج الحقيقي.
0 تعليق