أكثر من نصف قرن، ومازال معرض القاهرة للكتاب، أكبر تظاهرة ثقافية في منطقة الشرق الأوسط، ليس بعدد زائريه الذين يتعدون الملايين في كل دورة من دوراته فحسب، بل وكونه الأضخم في فعالياته وضيوفه في شتي مناحي المعرفة والفكر والأدب.
وما أن أختير، الدكتور أحمد مجاهد، مديرًا تنفيذيًا للمعرض في دورته المقبلة ــ السابعة والخمسين ــ 2026، حتى أثير السؤال حول ما يقترحه المثقفين والكتاب، لإخراج معرض القاهرة للكتاب في هذه الدورة بأبهي صوره، ماذا يريد المثقفين من معرض القاهرة للكتاب؟
في هذا السياق، تحدث الإذاعي، الكاتب الروائي، رضا سليمان في تصريحات خاصة لـ"الدستور".
معرض القاهرة للكتاب هو أكبر تجمع ثقافي عربي
واستهل "سليمان" حديثه مشير ًا إلى أنه لا جدال في أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو أكبر تجمع ثقافي عربي؛ سواء من حيث عدد دور النشر والهيئات والمؤسسات الثقافية المشاركة، أو من حيث كمّ الإصدارات الأدبية، أو من حيث حجم الجماهير الوافدة من داخل مصر وخارجها.
ويُحسَب للدولة ما توليه من اهتمام ورعاية لهذا الحدث، غير أن هناك عددًا من النقاط المهمة التي يستوجب الالتفات إليها لتحقيق أكبر قدر من النجاح، ولا سيما في هذه الدورة التي تأتي في ظل تحديات كبيرة تشهدها المنطقة.
نأمل التجديد في اختيار ضيوف ندوات معرض القاهرة للكتاب
وتابع "سليمان": من أبرز هذه النقاط التجديد في اختيار ضيوف الندوات التي تُعقد على هامش المعرض، والابتعاد عن المجاملات التي لاحظها الجميع في دورات سابقة؛ حتى نمنح وجوهًا ثقافية جديدة فرصة لتقديم فعاليات تواكب الأحداث.
أما الحفلات الغنائية والاستعراضية فتبدو عشوائية في استقبال جمهورها، إذ تعتمد على المارّة عرضًا، ولو خُصصت لها أماكن عرض وللجمهور أماكن جلوس واضحة، لكانت الاستفادة أكبر.
كما أن كتب الهيئة العامة للكتاب – خصوصًا الإصدارات القديمة ذات الأسعار الرمزية – لا تُعرَض بالشكل اللائق؛ إذ تُلقى هنا وهناك بصورة غير منظمة، ولو أُعيد ترتيبها وعرضها بطريقة مناسبة لحقق ذلك فائدة أوسع.
وأضاف: وتبقى بالنسبة لي أهم الملاحظات ما يتعلق بمسابقة المعرض لاختيار أفضل كتاب (رواية – مجموعة – ديوان) وأفضل دار نشر؛ إذ تقوم لجان التحكيم بتوزيع الجوائز وفقًا للأهواء والنزعات الشخصية، بل والتوصيات أحيانًا. ومراجعة سريعة لنتائج الدورات السابقة كفيلة بإثبات ذلك بوضوح.
وأخيرًا، لا بد من مراعاة الظروف المادية للزوار، ولا سيما القادمين من المحافظات البعيدة، عبر توفير خدمات مناسبة ماديًا، تقديرًا لمشقة السفر وحبهم للمعرفة.
0 تعليق