أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني وائل محجوب أن لقاء القمة الذي جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان يكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت الدقيق، نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه مصر على مستوى الآلية الرباعية، وجهودها المستمرة في دعم مسار السلام ووقف الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام.

وقال محجوب في تصريحات خاصة لـ الدستور إن مصر تمثل ركيزة أساسية في أي تحرك إقليمي أو دولي يسعى لإعادة الاستقرار إلى السودان، موضحًا أن القاهرة تنظر إلى أمن واستقرار السودان باعتباره جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي.

 وأضاف أن هذا اللقاء يأتي في إطار المشاورات المستمرة بين الرئيسين، من أجل بلورة رؤية مشتركة تساعد على نقل السودان من حالة الحرب إلى حالة السلام عبر خطوات متدرجة ومدروسة.

وأوضح أن من أبرز البنود التي تمت مناقشتها خلال اللقاء هو ملف الآلية الرباعية (التي تضم مصر، الولايات المتحدة، السعودية، والإمارات)، حيث تطرح الآلية في هذه المرحلة مقترحًا مؤقتًا لوقف إطلاق النار، على أن يعقبه وقف دائم للحرب وفق ترتيبات أمنية محددة، تمهد لبدء عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة كل القوى الوطنية وتنتهي بإنهاء الحرب والوصول إلى اتفاق سياسي دائم.

وأشار محجوب إلى أن ملف سد النهضة الإثيوبي كان أيضًا حاضرًا بقوة على جدول أعمال القمة، لافتًا إلى أن الرئيسين ناقشا سبل تقريب المواقف وتوحيد الرؤى حول كيفية التعامل مع هذا الملف المعقد، بما يحفظ حقوق مصر والسودان المائية ويمنع أي تصرفات أحادية الجانب من قبل إثيوبيا في مياه النيل الأزرق.

وأكد أن القاهرة تلعب دورًا رئيسيًا ومحوريًا في هذه الملفات، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، ومن قدرتها على بناء توافقات تساهم في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين، سواء داخل السودان أو على مستوى الآلية الرباعية.

وأضاف محجوب أن اللقاء بين السيسي والبرهان يمثل خطوة مهمة على طريق استعادة الدولة السودانية لعافيتها، وتثبيت مؤسساتها الرسمية بعد فترة طويلة من الاضطرابات. 

كما توقع أن تشهد الفترة المقبلة ترتيبات عملية تتعلق بوقف إطلاق النار، خاصة في ضوء القمة المرتقبة في واشنطن الشهر المقبل، والتي من المتوقع أن تشهد اتخاذ خطوات ملموسة على طريق تثبيت الهدنة وتهيئة الأجواء للحوار السياسي.

واختتم محجوب تصريحه بالتأكيد على أن مصر تواصل القيام بدورها التاريخي في دعم السودان، مشددًا على أن القاهرة تسعى دائمًا إلى أن تكون جسرًا للسلام لا طرفًا في الصراع، وأن ما تقوم به الآن هو دعم حقيقي للشعب السوداني في سعيه نحو الأمن والاستقرار وبناء الدولة على أسس وطنية راسخة.