شهدت أسواق الذهب العالمية قفزة غير مسبوقة، حيث تجاوزت الأوقية حاجز 4200 دولار للمرة الأولى في التاريخ، مدفوعة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط حالة من التوتر التجاري بين القوى الاقتصادية الكبرى.
وجاء هذا الارتفاع في ظل توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما عزز من جاذبية المعدن النفيس مقارنة بالأصول الأخرى ذات العائد الثابت.
صعود قياسي في السوق المصرية
وفي السوق المحلية، استمر الذهب في تسجيل مستويات تاريخية جديدة، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5650 جنيهًا للبيع و5625 جنيهًا للشراء، بزيادة تقترب من 85 جنيهًا خلال يوم واحد فقط.
ويرجع هذا الصعود اللافت إلى الارتفاع القياسي للأوقية عالميًا، إضافة إلى تزايد الطلب المحلي على الجنيهات والسبائك الذهبية كوسيلة آمنة للحفاظ على القيمة amid تقلبات الأسواق.
أسعار الذهب اليوم في مصر
ارتفع عيار 24 ليسجل 6458 جنيهًا للبيع و6429 جنيهًا للشراء، محققًا قفزة كبيرة مدعومة بزيادة الإقبال من المستثمرين والأفراد.
أما عيار 18 فقد بلغ 4843 جنيهًا للبيع و4822 جنيهًا للشراء، مسجلًا أعلى مستوى له منذ بداية العام، خاصة في المحافظات الساحلية والمدن السياحية.
ويلاحظ أن جميع الأعيرة تسير في اتجاه تصاعدي واضح، ما يعكس تأثير الأسواق العالمية وتراجع المعروض من الذهب الخام في بعض الأسواق الآسيوية.
العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار
يرى خبراء الاقتصاد أن استمرار صعود الذهب يعود إلى ضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين بعد فرض قيود جديدة على الواردات الصينية.
كما يترقب المستثمرون نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وسط مؤشرات قوية على احتمال خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يدفع المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن يحقق عائدًا ثابتًا على المدى الطويل.
البنوك المركزية تعزز احتياطاتها من الذهب
أظهر مجلس الذهب العالمي في أحدث تقاريره أن البنوك المركزية حول العالم اشترت نحو 166 طنًا من الذهب خلال الربع الثاني من العام الجاري، في إشارة واضحة إلى ثقة المؤسسات المالية في المعدن الأصفر كأداة للتحوط ضد تقلبات الاقتصاد العالمي.
ويشير التقرير إلى أن الطلب الرسمي من البنوك، إلى جانب الطلب الاستثماري، ساهم في تعزيز الأسعار ودفعها إلى مستويات قياسية لم تشهدها الأسواق من قبل.
توقعات الخبراء للفترة المقبلة
يتوقع محللون أن يواصل الذهب مساره الصعودي في المدى القصير، مع احتمالية وصول الأوقية إلى مستويات تتراوح بين 4300 و4400 دولار في حال استمرار ضعف الدولار وتزايد مشتريات البنوك المركزية.
وفي السوق المحلية، من المرجح أن يستمر عيار 21 فوق مستوى 5600 جنيه، مع إمكانية حدوث تذبذبات طفيفة حسب حركة السعر العالمي وسعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار.
ويؤكد الخبراء أن الذهب ما زال يمثل الملاذ الأكثر أمانًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وأن المستثمرين الأفراد يفضلون الاحتفاظ به كجزء أساسي من محافظهم المالية تحسبًا لأي اضطرابات مستقبلية.
0 تعليق