بهجة أطفال غزة بالعالم وما فيه.. جنة جنة يا وطنا من على لسان هؤلاء الأطفال أعظم أناشيد الدنيا.. ترى مَن تحمل كل هذا العذاب.. نظرة الامتنان فى عيونهم لمصر شعبًا وقيادة، وهتافهم للرئيس السيسى من القلب.. أطهر الكائنات على ظهر البشرية لا يكذبون.. لا يعرفون الطريق إلى شاشات الإفك والتضليل التى سقطت برمتها تحت أقدام رجال الظل الذين عملوا كعادتهم فى صمت لكن كلماتهم أسمعت صمم الجميع.
مشهد عودة أطفال غزة إلى الغناء فرحًا بانتهاء الحرب مؤقتًا.. فالحرب فى ظنى مستمرة مع الكيان.. غطى على احتفالات الصاعدين إلى كأس العالم.. لا شىء يهزم فرح الأطفال.. والشهداء الذين ابتسموا فى جناتهم لأول مرة منذ عامين.
توقفت الحرب مؤقتًا.. مرت عملية المفاوضات بمراحل صعبة وكواليس غاية فى التعقيد.. لا أحد يعرف متى ينتهى الإعمار.. عمليات هدم غزة على مَن فيها توقفت، لكن الصراع الفلسطينى الصهيونى لم ولن يتوقف.
مصر الكبيرة كانت وستظل تحتضن فلسطين وأهلها.. كلمتها لم تتغير لحظة.. عزمها لم يلن.. تعددت الضغوط.. والمساومات.. وهى فى موقعها لا تتزحزح.. التهجير لن يحدث.. وانتصرت إرادة مصر ورئيسها.. لم يعد هناك من يتحدث عن ريفييرا غزة.. لم يعد هناك من يتحدث عن شتات أهل غزة فى بلاد خلق الله.. وتراجع الذين كانوا ينادون بفتح المعابر لحرب جوفاء لن يخوضوها.. وحدها مصر لم تتغير.. ولا تراجعت كلمتها.
مشهد شرم الشيخ أسدل الستار على عامين من مسرحية هزلية وطوفان من الأكاذيب تحملتها القاهرة بحكمة وصبر يليق بدولة عمرها أكبر من عمر الدنيا.. كلٌ عاد إلى موقعه.. لكننا نعى تمامًا أن الأمر لم ينته بعد.
الداخل المصرى ربما عانى من ضغوط بعضها مقصود حتمًا.. وبعضها فرضته ظروف دولية متناقضة وحادة.. وفى كل الأحوال عبر المصريون الأيام بكل ما فيها لأنهم يثقون فى قادتهم ولأن قضية فلسطين ليست مجرد فضفضة حنجورية من مأجورين.. المصريون يعرفون أنها قضيتهم.. وأنهم يتحملون تبعات ما يعتقدون.
الآن تكمل القاهرة استحقاقاتها الدستورية.. انتخابات برلمانها على بُعد أيام.. طلبتها فى مدارسهم.. فلاحوها فى غيطانهم، مهندسوها يبنون فى صحراواتها ومدنها وريفها.. عمالها فى كل مكان.. مبدعوها فى كل مكان.. العالم مدعو لاحتفال أكبر بالمتحف الكبير على بعد شهور.. القاهرة كما كانت وستظل منورة بناسها.. الذين لا يعرفون الخراب.. فقط يعرفون البناء.. المصريون أكثر شعوب الدنيا بحثًا عن سلام العالم فسلام عليها.. وسلام الله على غزة وأهلها..
0 تعليق