الفوز الصامت للكابتن محمود الخطيب برئاسة النادي الاهلي لدورة انتخابية جديدة بالتزكية، دون منافس ودون حملة انتخابية ودون صخب صناديق، أحدث صدا كبيرا وأظهر معارضة جديدة في النادي أغلبها من نجوم الكرة القدامي.
يبدو أنها قصة بدأت منذ سنوات، ولا تزال فصولها يتم كتابتها على هامش المشهد بالقلعة الحمراء، وقد تشهد الخروج عن النص وقمة الإثارة في السنوات المقبلة وتحديدا في الانتخابات القادمة، خاصة أن الخطيِب بلغ من العمر سبعين عاما ويعاني مشاكل صحية،ولن يترشح الدورة القادمة بعد أربع سنوات.
ويعتبر فوز رئيس نادٍ بحجم الأهلي بالتزكية، هو أمر نادر تكراره في ظل وجود كوادر اهلاوية جديرة بالمنافسة لكنه حدث باسم واحد فقط محمود الخطيب.
ولا أحد ينكر موهبة وتاريخ وجماهيرية الخطيب وحقه التاريخي في رئاسة الاهلي امتدادا لنجوم الكرة رؤساء النادي السابقين صالح الوحش وصالح سليم وحسن حمدي ولكن لماذا تعالت أصوات بعض نجوم الكرة أبناء النادي اعتراضا علي سياسة عمل بيبو ؟
عدد من نجوم الأهلي السابقين، أصحاب التاريخ داخل القلعة الحمراء، أبدوا اعتراضهم العلني امثال مصطفى يونس، مجدي عبدالغني، أنور سلامة، محمد عمارة وحتى حسام غالي – عضو مجلس الإدارة الحالي – وجهوا انتقاداتهم، لا لشخص الخطيب، بل لطريقة إدارة المشهد في النادي بشكل عام، وعدم تجهيز أي كادر اداري من ابناء الكرة منذ توليه رئاسة النادي منذ ثمان سنوات، عكس ما فعله الوحش بتصعيد صالح سليم باعتباره كادر اداري من ابناء الكرة ومن بعده قام المايسترو بتجهيز وتصعيد حسن حمدي ثم الخطيب وحصلوا علي خبرات ادارية كبيرة لتواجدهم بالمجلس لسنوات طويلة.
وتصاعدت حدة الانتقادات باعتبار أن الخطيب أغلق باب المجلس في وجه نجوم الكرة، وأعطي الفرصة لرجال الاعمال المتواجدين في مقاعد الادارة منذ سنوات طويلة وأصبحوا خبرات اجبارية يتم تصعيدها في المجالس القادمة لقيادة النادي، ويبدو ان اختيار ياسين منصور رجل الاعمال في منصب نائب رئيس النادي كانت رسالة صادمة مباشرة موجهة لنجوم الكرة، مما جعلهم ينتقدون سياسة بيبو.
الرسالة التي حملتها انتقادات نجوم الكرة لم تكن مجرد احتجاج لحظي، بل أقرب إلى محاولة تذكير أعضاء النادي والجماهير "نحن كنا هنا.. ومازال لنا مكان "، والسؤال الذي يفرض نفسه، هل يتعمد الخطيب تفضيل رجال الأعمال على نجوم الكرة أصحاب التاريخ لأسباب شخصية ؟ ام أن الاحتراف ولغة الصفقات والمليارات تستدعي أن تكون الإدارة الحديثة للاهلي من فئة رجال الاعمال؟
الخطيب يرى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى خبرات متنوعة، ولمن يفهمون لغة المال والاستثمار، ولكن يبقي السؤال، لماذا تجاهل لجنة الحكماء؟
ولاشك أن تجاوز دور لجنة الحكماء في اختيار القائمة الانتخابية الاخيرة، أشعل الغضب، خاصة أن اللجنة كانت جزءًا من هوية الأهلي وتقاليده، وفوجئ الجميع بأن الخطيب إستضاف المرشحين بنفسه في مكتبه، بعيدًا عن لجنة الحكماء وما كان يُعرف بروح الشورى داخل الاهلي.
وهنا كان السؤال الأهم..هل إنتهي دور لجنة الحكماء ؟ وهل يتغير الأهلي بهدوء ويتخلى عن ثوابته وتتحول إدارته من نجوم الكرة الي رجال الاعمال؟
فوز الخطيب بالتزكية لم يكن نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة ستتطلب من الرئيس الفائز أن يعيد قراءة المشهد بتأنٍ، وهناك أصوات غابت عن المشهد بشكل متعمد مثل طاهر ابوزيد ورانيا علواني وحسام غالي بجانب مصطفي يونس ومجدي عبدالغني وربيع ياسين وغيرهم، لكنها لا تزال صوتها مسموع في الإعلام، في الجلسات الخاصة، وفي ذاكرة الجمهور، وهؤلاء النجوم الذين يوجهون الانتقادات اليوم، كانوا في يوم من الأيام جزءًا من نجاحات الاهلي، وما زال لهم جمهور يحترمهم ويصدقهم، ولن ينسي التاريخ أن بيبو قام بتغيير هوية ومبادئ القلعة الحمراء.
في النهاية لست مع طرف ضد الآخر ولكن لابد أن نعترف أن هناك صراعا شرسا علي السلطة بين نجوم الكرة في الاهلي، ولابد أن نعترف بأن الأهلي أكبر من الجميع وأنه يدخل مرحلة عصيبة وتغيير شامل في الهوية، وقد يكون الاعتماد علي رجال الاعمال فكر متجدد يحسب للخطيب، بعد ان اعتمد في اختيارات مجلسه الجديد علي رجال الاعمال ياسين منصور ومرتجي وقنديل والجارحي والدماطي، حتي الجدد احمد حسام عوض وحازم هلال من رجال الاعمال واصحاب شركات عقارية، ولا يوجد في المجلس الجديد أي نجم كرة سوي سيد عبدالحفيظ وهو مازال سنة أولي إدارة ولن يؤهل لرئاسة النادي قبل ثلاث دورات انتخابية.
هذا يعني أنه يتم تجهيز ياسين منصور لرئاسة النادي في الدورة القادمة ومن بعده يكون الامتداد لباقي رجال الاعمال القدامي بالمجلس مرتجي وقنديل والجارحي والدماطي ولا عزاء لنجوم الكرة.. وأصبح الخطيب، برصيده الأسطوري، أمام تحدٍ جديد، وهو كيف يعيد التوازن بين جيل صنع الأمجاد، وجيل يُفترض أن يصنع المستقبل؟ في الأهلي، التاريخ لا يُمحى،والبيت الكبير لا يكتمل إذا أغلق أبوابه أمام أبنائه.
0 تعليق