صرح مسؤول استخباراتي في برلين، بأن روسيا قد تشن مواجهة عسكرية مع حلف الناتو في أي وقت، وأن ألمانيا هي "هدفها الأول".
ونقلا عن مجلة نيوزويك الأمريكية، اليوم الثلاثاء، فقد حذر المشرعون الألمان، من أن روسيا تريد توسيع نطاق نفوذها غربا وأن موسكو ستستخدم تقنيات هجينة لممارسة نفوذها.
وقال رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية مارتن جايجر: "روسيا لن تتراجع عن المواجهة العسكرية المباشرة مع حلف شمال الأطلسي إذا لزم الأمر".
وأصدر جايجر أحدث تحذير من ألمانيا بأن روسيا قد تستعد لمواجهة عسكرية مباشرة مع حلف الناتو بحلول نهاية العقد الحالي، أي قبل عام 2030.
ويعكس هذا التحذير مخاوف أعضاء الجناح الشرقي للحلف، الذين دقّوا ناقوس الخطر بشأن الأعمال الهجينة التي يُحمّلون موسكو مسؤوليتها، مثل غارات الطائرات المسيّرة والطائرات الحربية ، مما يُنذر باحتمال امتداد عدوان الكرملين إلى ما وراء أوكرانيا.
وإلى جانب قادة أجهزة الاستخبارات الداخلية والعسكرية الألمانية، صرّح جايجر في إحاطة عامة مع أعضاء البرلمان في برلين يوم الاثنين بأن روسيا تُهدد "السلام الجليدي" مع أوروبا، والذي قد ينفجر في أي لحظة إلى "مواجهة حامية".
وأضاف أن ألمانيا، بصفتها أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي وداعمة لأوكرانيا، كانت الهدف الأكبر لروسيا.
وفي شهر مارس، ذكرت صحيفتا "برافدا الأوروبية" و "بيلد" أن مسؤولين أمنيين ألمان يعتقدون أن الكرملين يستعد لحرب تقليدية واسعة النطاق مع حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية العقد.
وفي يونيو، قال رئيس الأركان الألمانية، الجنرال كارستن بروير، لشبكة بي بي سي، إن حلف شمال الأطلسي يجب أن يكون مستعدا لصد أي هجوم روسي محتمل خلال السنوات الأربع المقبلة، وإن دول البلطيق قد تكون من بين الدول الأولى في خط النار.
لكن ييجر قال إن العدوان الأوسع للكرملين قد يأتي قبل عام 2029 وإن الكرملين يستخدم بالفعل أساليب مثل التلاعب بالانتخابات والدعاية والاستفزازات لتقويض حلف شمال الأطلسي وزعزعة استقرار أوروبا.
وقد تردد صدى هذا الرأي في الاجتماع نفسه من قبل سينان سيلين، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني (BfV)، الذي أشار إلى التوغلات الأخيرة للطائرات الروسية بدون طيار في بولندا ودخول الطائرات المقاتلة الروسية المجال الجوي الإستوني، وهو ما نفته موسكو.
ويُشتبه أيضًا في أن موسكو تقف وراء الحوادث التي أوقفت عمليات الطيران في ميونيخ، فضلاً عن حملات التخريب والتضليل، حيث قال سيلين: "إن روسيا تسعى بقوة إلى تحقيق طموحاتها السياسية ضد ألمانيا والاتحاد الأوروبي وحلفائها الغربيين".
وحذر مسؤولون أوروبيون آخرون من أن روسيا تكثف هجماتها ضد أوروبا، مثل رئيس مكتب الأمن القومي البولندي سلافومير سينكيفيتش، الذي قال لصحيفة فاينانشال تايمز، إن الكرملين يعتمد بشكل متزايد على عملاء محليين "مؤقتين" لمهام التخريب في القارة.
وقال معهد دراسة الحرب يوم الاثنين إن تعليقات سينكيفيتش تتوافق مع تقييمه بأن روسيا دخلت " المرحلة صفر " من حرب محتملة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا.
وقال مركز الأبحاث الذي يقع مقره في واشنطن العاصمة إن أي وقف لإطلاق النار أو توقف طويل الأمد في أوكرانيا من شأنه أن يتيح للقوات الروسية إعادة الانتشار السريع إلى الحدود الشرقية لروسيا مع حلف شمال الأطلسي.
وتعهد أعضاء حلف الناتو بزيادة إنفاقهم الدفاعي نظرًا للتهديد الذي تشكله روسيا، في غضون ذلك، تعمل الدول الأوروبية على المضي قدمًا في مشروع "جدار الطائرات بدون طيار" للحماية من توغلات موسكو، على الرغم من وجود عقبات يجب تجاوزها في المشروع.
0 تعليق