دولة أوروبية تلعب لعبة خطيرة مع أوكرانيا.. تقرير يكشف

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكر موقع "LBC" البريطاني أنه "لمدة أشهر، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعب دور صانع السلام، لكن نظيره الروسي فلاديمير بوتين تجاهله، فصعد الضربات الصاروخية على المدن الأوكرانية ووسع نطاق الحرب الهجينة في كل أنحاء أوروبا. إن إصرار بوتين على التصعيد يُظهر ترامب في صورة الضعيف، وهو لا يرضى أن يبدو ضعيفًا، والآن يبدو أنه يُعيق المفاوضات. إذا كانت أوكرانيا ستتلقى بالفعل صواريخ توماهوك، فإن الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لبوتين، ولصديقه رئيس الوزراء المجري فيكتو أوربان".

Advertisement


وبحسب الموقع، "يبدو أن أوربان يسير نائمًا نحو أزمة من صنع يديه، فعشقه لبوتين عزله في أوروبا، ويُنذر اعتماده على النفط الروسي بكارثة اقتصادية إذا توقف تدفق النفط عبر أوكرانيا. لقد أثارت مزاعمه الانتقامية بشأن مقاطعة زاكارباتيا الأوكرانية غضب كييف، من دون أن تنجح في كسب دعم المجريين في أوكرانيا. وإذا استمر في استفزاز القوة العظمى للطائرات من دون طيار في كييف من خلال انتهاك المجال الجوي الأوكراني باستخدام طائرات مسيّرة مجرية، فقد يجد نفسه ذات يوم وهو يتلقى انتقادات شديدة وعقوبات قاسية. كم كانت الأمور مختلفة في عام 1989، عندما تجمع أكثر من 200 ألف مجري في ساحة الأبطال في بودابست لإعادة دفن إمري ناجي، زعيم ثورة 1956 الذي أُعدم. وتُوِّجت المراسم بخطاب جريء استمر سبع دقائق ألقاه فيكتور أوربان الشاب، دعا فيه إلى إجراء انتخابات حرة وانسحاب القوات السوفيتية التي كانت لا تزال متمركزة في المجر. كان أوربان نفسه هو من أدان الغزو الروسي لجورجيا عام 2008، ووصفه بأنه "عمل إمبريالي قائم على سياسة القوة الصرفة"، ولكن بحلول عام 2022، وقع في قبضة المال الروسي. سواء كان أوربان يحمل طموحات إمبريالية أو ببساطة يطمع في السيطرة الشمولية التي يمارسها الكرملين الفاسد، فقد أصبحت المجر معقلا للنفوذ الصيني والروسي في قلب أوروبا ودعمت بنشاط حرب بوتين واستفزت كييف".

وتابع الموقع، "في أيار 2025، كشفت أجهزة الأمن الأوكرانية عن شبكة استخبارات عسكرية مجرية مشتبه بها، مما يمثل المرة الأولى التي يتم فيها ضبط دولة من دول الاتحاد الأوروبي وهي تتجسس ضد كييف. ثم في أيلول 2025، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن طائرات استطلاع مُسيّرة، يُرجّح أنها تابعة للمجر، انتهكت المجال الجوي الأوكراني، في أول خرق من نوعه يُبلّغ عنه. واتهمت كييف الطائرة باستطلاع القدرات الصناعية الأوكرانية على طول الحدود. حتى أوربان تجاهل الانتهاك أثناء حديثه في برنامج حواري، قائلاً إن الطائرات من دون طيار المجرية "إما عبرت أو لم تعبر" إلى سماء أوكرانيا، قبل أن يضيف أن "أوكرانيا ليست دولة ذات سيادة" والمجر ليست عدوها، لذلك لا توجد مشكلة. وينعكس هذا الموقف المتهور داخل حكومته. ففي تسجيل مُسرّب يعود لعام 2023، تحدث وزير الدفاع كريستوف سزالاي-بوبروفنيتشكي عن "الخروج عن عقلية السلام" ودخول "المرحلة صفر من الطريق نحو الحرب". كان هذا هو نوع اللغة المتوقع من موسكو، وليس من عاصمة حليف في الناتو".

وأضاف الموقع، "هذه الغطرسة تحمل مخاطر. ففي آب 2025، ضربت أوكرانيا خط أنابيب دروغبا النفطي، مما أدى إلى انقطاع تدفقات النفط الخام الروسي إلى المجر وسلوفاكيا، الدولتين الوحيدتين في الاتحاد الأوروبي اللتين لا تزالان تعتمدان على طاقة موسكو. لم يكن لدى كييف ما يمنعها من تقديم الدعم للدول التي عرقلت المساعدات في بروكسل، وقد أظهر الإضراب أن اعتماد المجر على خطوط الأنابيب الروسية يُمثل نقطة ضعف يمكن لأوكرانيا استغلالها بسهولة. إن توقيع المجر اتفاقية مع شركة إنجي الفرنسية لشراء الغاز الطبيعي المسال لا يُغير شيئًا، إذ يُصرّح أوربان بأنه لا يعتزم وقف استيراد الغاز والنفط من روسيا. فما فائدة استفزازات أوربان؟ وهل يعتقد حقًا أن روسيا تنتصر في حربٍ كلّفتها أكثر من مليون قتيل؟ وهل يعتقد حقًا أن المجر قادرة على إعادة إرساء حدودها التي كانت قائمةً إبان عهد إمبراطورية هابسبورغ ومساعدة روسيا على تفكيك أوكرانيا؟ ألا يرى أنه يُجبر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على اتخاذ إجراءاتٍ من شأنها في نهاية المطاف عزل المجر وإلغاء نفوذها الضار؟"

وبحسب الموقع، "من المؤكد أن سياسيًا عقلانيًا في بلد صغير غير ساحلي، استفاد استفادة هائلة من سخاء جيرانه، سيتبنى نهجًا مختلفًا. لكن أوربان، على غرار بوتين، يقود بلاده نحو الكارثة. من المحتمل أن يكون الوطني المجري السابق قد أصبح إمبرياليًا مجريًا يُحاكي ديكتاتور موسكو، والأرجح أن أوربان وشرعيته عالقان في أيديولوجية التعديل التي ساعدته على ترسيخ سلطته. وبحسب زعمه وجهازه الدعائي، فإن المجر كانت ضحية في الحربين العالميتين، في حين أن الواقع هو أنها تحالفت مع الجانب الخطأ، وبالتالي جلبت مشاكلها على نفسها. سيكون من الحكمة أن يغير أوربان مساره ويعود إلى كونه الرجل الذي ألهم الآلاف عام 1989. عليه أن يكف عن الضغط على الأوكرانيين، ولو لمجرد أن ذلك يجعله يبدو سخيفًا. وفي ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، على أوربان أن يدرك أنه من غير المنطقي أن يعضّ، مرارًا وتكرارًا، اليد التي تُطعمه".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق