ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا في الكنيست الإسرائيلي بعد أن أفرجت حماس عن آخر المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.
هبط ترامب في إسرائيل يوم الاثنين، حيث تلقى استقبالًا حارًا، بدءًا من اللافتات على الشواطئ بالقرب من تل أبيب إلى تصفيق حار الكنيست، حيث شكرته العائلات والجنود والكثير من السياسيين الإسرائيليين (رغم أن بعضهم لم يشاركه الحماسة)، حسبما قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وبدأت رحلة ترامب السريعة إلى إسرائيل بلقاء مع عائلات المحتجزين في القدس المحتلة. وقد أفرجت حماس عن جميع الـ 20 محتجزًا إسرائيليًا صباح يوم الاثنين، قبيل أن تُفرج إسرائيل بدورها عن نحو 2000 سجين فلسطيني.
كانت هذه الخطوة جزءً من وقف إطلاق النار الحالي، والذي يأمل ترامب أن يكون بداية لاتفاق سلام شامل يعيد ترتيب مستقبل قطاع غزة ويؤدي إلى نزع سلاح حماس. بحسب المجلة.
أما في الكنيست، فقد ألقى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب رسائل متشابهة، حيث أشار نتنياهو إلى أن "إسرائيل قامت بما كان يجب عليها فعله" بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو تلخيص دقيق لحرب استمرت لعامين دمرت معظم غزة وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، فضلًا عن استشهاد 67 ألف فلسطيني على الأقل حسب التقديرات الرسمية.
واعتمد ترامب نفس الكلمات في حديثه عن مبادراته للسلام وقوة الجيش الأمريكي قائلًا: "يجب أن نفعل ما يجب علينا فعله".
كما أضاف ترامب: "أمريكا تشارككم في هذين العهدين الأبديين: لا تنسوا، ولا للمرة الثانية".
التزام ترامب بوقف إطلاق النار
وأوضح ترامب أنه يتوقع من نتنياهو الالتزام بهذا وقف إطلاق النار. وفيما كان في طريقه إلى إسرائيل، أخبر الصحفيين على متن طائرته الرئاسية أن "الحرب انتهت". وعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية ستنسحب جزئيًا من قطاع غزة في إطار خطة ترامب للسلام، فإن تجدد الأعمال العدائية في هذه اللحظة سيكون بمثابة صفعة مباشرة للرئيس الذي وصفه نتنياهو بأنه "أعظم صديق عرفته إسرائيل في البيت الأبيض".
وأضاف ترامب إلى أجواء المناسبة، حيث كانت الزيارة تشي بمكانتها التاريخية، بدءًا من قاعدة "ريم" العسكرية حيث تم استقبال المحتجزين العائدين، مرورًا بمراسم الاستقبال الفاخرة في مطار بن غوريون. إلا أن تصريحات نتنياهو القوية في الكنيست، التي وصف فيها المعركة بأنها صراع بين "الحضارة والهمجية"، لم تغب عن الأذهان، في حين وصف ترامب خصومه في المفاوضات بـ"الوحوش".
زيارات وتحركات سياسية
وفي خطابه، أشاد ترامب بفريقه التفاوضي، بما في ذلك ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى الجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة،كما أخذ ترامب وقتًا في التطرق إلى السياسة الداخلية الإسرائيلية، حيث طلب من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ العفو عن نتنياهو الذي يواجه اتهامات بالفساد وسوء التصرف، فيما قد لا تستمر حكومته حتى الانتخابات المقررة في الخريف المقبل.
احتجاجات في الكنيست
لكن لم يلقَ خطاب ترامب ترحيبًا من الجميع. ففي أثناء حديثه، اعترض عضو الكنيست العربي أيمن عودة، رئيس حزب "حداش" اليساري، وزميله عوفر كسيف، حيث رددوا هتافات احتجاجية ورفعوا لافتات مكتوب عليها "اعترفوا بفلسطين"، قبل أن يتم طردهم بسرعة من قِبل الأمن.
التحديات المقبلة
على الرغم من الأجواء الاحتفالية لزيارة ترامب، فإن العمل الجاد سيبدأ في وقت لاحق من يوم الاثنين في قمة شرم الشيخ في مصر، حيث سيشارك ترامب مع أكثر من 20 من القادة العالميين، بما فيهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لكن نتنياهو لن يحضر، وكذلك قادة إيران.
0 تعليق