التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إنه "بينما يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فلوريدا لعقد اجتماع يوم الاثنين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتجع مارالاغو، يركز البيت الأبيض على الإعلان عن حكومة فلسطينية تكنوقراطية وقوة استقرار دولية. لكن في المقابل، هناك العديد من القضايا العالقة الأخرى التي يجب مناقشتها، بما في ذلك وقف إطلاق النار الهش في لبنان".
وتابع: "يُصرّ رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على أن حكومته تسير على الطريق الصحيح للوفاء بالموعد النهائي بنهاية العام لنزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني، وهو شرط أساسي في اتفاقها مع إسرائيل. إلا أن الكثيرين يشككون في جدية التزام الحكومة بنزع السلاح الكامل، فيما تواصل إسرائيل شنّ غارات جوية بشكل دوري، مع التذمر من عدم إحراز تقدم كافٍ، في حين يعرب المسؤولون اللبنانيون عن مخاوفهم من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق".
واستكمل: "لا مفر من مشاركة إسرائيلية ما في جهود نزع السلاح الجارية، لكن بإمكان الولايات المتحدة القيام بالكثير للحد من خطر إشعال حرب أوسع نطاقاً. وكلما زاد الضغط على الحكومة اللبنانية لإنجاز مهامها بنفسها، قلّت الحاجة إلى تدخل إسرائيل، وقلّت قدرة حزب الله على استخدام إسرائيل ككبش فداء لتبرير وجوده".
التقرير يقول إنه "حتى لو تمكن اللبنانيون من الوفاء بوعدهم بنزع سلاح حزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني بحلول نهاية العام الجاري، فلا يوجد جدول زمني أو استراتيجية واضحة لنزع سلاح حزب الله في الشمال".
وأضاف: "في غضون ذلك، يواصل حزب الله خطواته لإعادة بناء صفوفه بمساعدة إيرانية، إذ يقوم النظام في طهران بتحويل الأموال لإعادة تشكيل قوة الحزب. مع هذا، تُعدّ جهود إعادة البناء هذه أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى اغتيال رئيس أركان حزب الله، هيثم علي طباطبائي، في الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي. ويوم الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل حسين محمود مرشاد الجوهري، وهو قيادي بارز في فيلق القدس الإيراني، في جنوب لبنان".
وتابع: "لا يزال القادة اللبنانيون في موقف صعب، ففي بلدٍ لا تزال ذكريات الحرب الأهلية تطارده، لا ترغب الحكومة في مواجهة مباشرة مع حزب الله، الذي يتمتع بنفوذٍ واسع بين الشيعة الذين يشكلون نحو ثلث السكان. ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية في أيار 2026، سيُجادل سياسيو حزب الله أمام اللبنانيين المُنهكين من الحرب بأنهم بحاجة إلى أسلحتهم لحماية السيادة الوطنية في ظل استمرار إسرائيل في شنّ غاراتها".
واستكمل: "أهم ما يمكن أن يفعله ترامب هو ممارسة ضغط متواصل على حكومة بيروت. سيترقب حزب الله وإيران الفرصة المناسبة، على أمل أن تفقد أميركا اهتمامها. مع هذا، يستحق مبعوثو ترامب الثناء على تشجيعهم الحوار المستمر بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين، ويمكن للإدارة الأميركية تعزيز جهودهم من خلال وضع استراتيجية إيرانية تحدّ من قدرتها على مساعدة حزب الله على استعادة توازنه".
وقال: "بإمكان ترامب أيضاً ربط المساعدات المقدمة للبنانيين بنتائج قابلة للقياس. ينص قانون الدفاع الذي تم إقراره مؤخراً على أن تُوجه المساعدات الأميركية للجيش اللبناني نحو جهود نزع سلاح حزب الله. وفعلياً، فقد تلقى الجيش اللبناني أكثر من 3 مليارات دولار من الدعم الأميركي منذ عام 2006، كما يُلزم قانون سياسة الدفاع بمراجعة التقدم الذي أحرزه لبنان في حزيران المقبل، مع وجود خيارات لتعليق المساعدات إذا لم يحرز تقدماً كافياً لنزع سلاح حزب الله، وهذا يُعدّ ورقة ضغط قوية في يد ترامب".
وأضاف: "بإمكان الولايات المتحدة أيضاً ممارسة نفوذها في محافل مثل صندوق النقد الدولي، الذي يدعم الاقتصاد اللبناني المتعثر، من خلال اشتراط ربط القروض والمساعدات المالية بمساءلة صارمة في استئصال الفساد الحكومي. وإذا مضت إدارة ترامب قدماً في بيع طائرات إف-35 للسعودية، فبإمكان الرئيس أن يطلب من الرياض تأجيل إبرام اتفاقيات تجارية جديدة مع لبنان إلى حين تقليص ترسانة حزب الله".
وختم: "إن انتهاء الحرب في الشرق الأوسط يُشعل فتيل العد التنازلي للحرب التالية، وإذا أراد الرئيس الأميركي أن يُنسب إليه الفضل في تحقيق سلام دائم، فلا يمكنه أن يُحوّل انتباهه عن المنطقة في عام 2026".










0 تعليق