على مساحة هذا الوطن الجريح، يتجلى تناقض صارخ بين رمزية عيد الميلاد وما يفترض أن يحمله من سلام ومحبة، وبين واقع الغارات الاسرائيلية والدمار الذي يعيشه الناس حتى في يوم عيد الميلاد.
ففي الوقت الذي قرعت فيه أجراس الكنائس، كانت تسمع في الخارج أصوات الطائرات والانفجارات، لتغطي على التراتيل وتحوّل العيد إلى أوقات ناقصة مشحونة بالخوف والقلق والقتل والدمار.
هذا التناقض يضع الأهالي أمام مشهد مزدوج: من جهة، رغبة طبيعية بالاحتفال والتشبث بالأمل، ومن جهة أخرى، واقع قاسٍ يفرضه العدوان الاسرائيلي المستمر. وهكذا يصبح الميلاد في لبنان ولاسيما في الجنوب ليس فقط مناسبة دينية، بل محطة للتأمل في معنى السلام المفقود، وكيف أن الأعياد نفسها تتحول إلى شاهد على استمرار العنف بدل أن تكون فرصة لوقفه.
هذا التناقض يختصر مأساة اللبنانيين في زمن الحرب: يعيشون بين عالمين متوازيين، عالم الأمل والرمزية والتوق الى السلام، وعالم القسوة والدمار والعدوان الذي لا يرحم، ليبقى السؤال مفتوحًا حول متى يمكن أن يتطابق العيد مع معناه الحقيقي، أي أن يكون فعلًا زمنًا للسلام.
Advertisement












0 تعليق