في تصعيد لافت، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تنسحب أبدًا من كامل قطاع غزة، معلنًا عزم حكومته إقامة بؤر استيطانية في شمال القطاع في “التوقيت والظرف المناسبين”، رغم الاعتراضات والاحتجاجات.
وقال كاتس، خلال مشاركته في مراسم بناء 1200 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة بيت إيل: “هناك من يتظاهرون، لكننا نحن من يحكم
حكومة استيطان وسيادة فعلية
كما شدد وزير الدفاع على أن الحكومة الحالية هي “حكومة استيطان”، مؤكداً أن فرض السيادة على الضفة الغربية بات هدفًا واضحًا، مضيفًا:
“إذا أمكن فرض السيادة على الضفة، سنفعل .
وأوضح كاتس أن إسرائيل دخلت بالفعل مرحلة “السيادة العملية”، معتبرًا أن الظروف السياسية والأمنية التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر أوجدت فرصًا لم تكن متاحة منذ سنوات طويلة.
وفيما يخص الساحة السورية، قطع كاتس الطريق أمام أي حديث عن انسحاب، مؤكدًا بلهجة حاسمة: “لن نتحرك مليمتراً واحداً من سوريا”.
تصريح يعكس إصرارًا إسرائيليًا على تثبيت الوجود العسكري في مناطق تعتبرها تل أبيب استراتيجية لأمنها القومي.
غزة ووقف النار: القرار بيد واشنطن
وبالتوازي مع هذه التصريحات، كشفت صحيفة هآرتس نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين أن اتخاذ قرارات حاسمة بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة مرتبط باجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، من المقرر عقده في فلوريدا نهاية الشهر الجاري.
ووفق المصادر، فإن التوجه الإسرائيلي للمرحلة المقبلة يعتمد بشكل أساسي على موقف إدارة ترامب من ملفات شائكة، أبرزها:
الربط بين انسحاب الجيش الإسرائيلي ونزع سلاح حركة حماس
ضمان تدمير ما تبقى من شبكة الأنفاق في القطاع
ترامب والخطة المنتظرة
وأشارت المصادر إلى أن ترامب من المتوقع أن يعرض خلال الاجتماع نهج إدارته وآلية اتخاذ القرار بشأن المرحلة المقبلة، بما قد يعيد رسم مسار التهدئة أو يعمّق الفجوة السياسية.
اجتماع ميامي: إدارة انتقالية لغزة؟
في السياق ذاته، كشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن اجتماع رباعي عُقد في ميامي، وضم ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.
وأوضح ويتكوف أن الاجتماع ناقش:
“تدابير التكامل الإقليمي”
دعم إنشاء “مجلس السلام” كإدارة انتقالية لشؤون قطاع غزة
مؤشرات المرحلة الأولى
وأكد البيان الأميركي أن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت تؤتي ثمارها، عبر:
زيادة تدفق المساعدات الإنسانية
انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية
تقليص حدة القتال داخل القطاع
تعكس تصريحات كاتس ملامح عقيدة إسرائيلية أكثر تشددًا تقوم على تثبيت السيطرة لا إدارتها مؤقتًا، سواء في غزة أو الضفة أو سوريا. وفي المقابل، يبدو أن مفاتيح المرحلة المقبلة باتت في واشنطن، حيث يراهن نتنياهو على موقف ترامب لترجمة الطموحات الإسرائيلية إلى قرارات سياسية وأمنية. وبين تصعيد الخطاب الاستيطاني ومساعي التهدئة الدولية، يبقى قطاع غزة ساحة مفتوحة على سيناريوهات متناقضة: تهدئة هشة أو انفجار مؤجل.















0 تعليق