افتتحت الطرق الصوفية والطريقة الجعفرية الأحمدية أكبر الطرق الصوفية فى مصر، فعاليات مولد مؤسسي الطريقة الجعفرية الراحلين الإمامين الجليلين، الشيخ صالح الجعفري، إمام الجامع الأزهر الراحل، ونجله الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنهما، تحت شعار قوله تعالى: «وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا»، في أجواء سادها الذكر والخشوع، وحضور كثيف من مشايخ الطريقة ومريديها من مختلف المحافظات والساحات.
وأكد المشاركون، أن الاحتفال بالمولد يأتي تجديدًا للعهد على المنهج الجعفري القائم على الاستقامة، والتمسك بالكتاب والسنة، والسير على نهج التصوف السني الوسطي، الذي يجمع بين العلم والعمل، ويعزز القيم الأخلاقية والروحية في المجتمع.
حضور أزهري ورسائل دعوية
وشهد الاحتفال مشاركة عدد من أئمة وعلماء الأزهر الشريف، في تأكيد واضح على الصلة الوثيقة بين الطريقة الجعفرية والأزهر، باعتباره منارة العلم الوسطي، وحصن الاعتدال في العالم الإسلامي. وأكد المتحدثون أن الإمام الشيخ صالح الجعفري كان نموذجًا للعالم الأزهري الذي جمع بين التدريس والخطابة والتربية الروحية.
القرآن والذكر أساس الاحتفال
وتواصلت الفعاليات بتلاوة القرآن الكريم، ثم حلقات الذكر الجماعي، التي سادت فيها أجواء من السكينة والطمأنينة، حيث ترددت الأدعية والأذكار التي تعبر عن معاني المحبة والرضا والتسليم لله تعالى، في مشهد يعكس أصالة الموروث الصوفي المعتدل.
إحياء السيرة وترسيخ المنهج
وتناول المتحدثون في كلماتهم سيرة الإمامين الجليلين، مؤكدين أن الإمام صالح الجعفري أسس مدرسة علمية وروحية كان لها بالغ الأثر في نشر محبة آل البيت، والدفاع عن الثوابت الإسلامية، وربط التصوف الصحيح بالالتزام العملي بالأخلاق والسلوك القويم.
كما أشاروا إلى دور الشيخ عبد الغني صالح الجعفري في استكمال مسيرة والده، والحفاظ على أمانة الطريق، ونشر تعاليمها داخل مصر وخارجها، بما يعزز قيم التسامح والوحدة الوطنية.
الإنشاد والمديح النبوي
وتخللت فقرات الاحتفال قصائد إنشادية ومدائح نبوية، عبرت عن الفرحة بالمولد، وردد خلالها أبناء الطريقة كلمات تعبّر عن الفخر بالانتماء للطريقة الجعفرية، في أجواء تفاعلية جمعت بين البهجة والوقار، وأعادت إحياء التراث الصوفي الأصيل.
واختتم الشيخ محمد صالح الجعفري شيخ الطريقة الجعفرية كلمته بالتأكيد على أهمية هذه المناسبات في ترسيخ وحدة أبناء الطريقة، وتعزيز الروابط الروحية بينهم، مشددًا على أن الطريق الجعفري سيظل قائمًا على المحبة، والالتزام، وخدمة المجتمع، ونشر القيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام.
المولد.. محطة إيمانية سنوية
وأكد مريدو الطريقة الجعفرية، أن الاحتفال بالمولد يمثل محطة إيمانية سنوية، يتزودون فيها بالمعاني الروحية، ويجددون نيتهم على السير في طريق الاستقامة، والعمل بما يرضي الله ورسوله، مستلهمين سيرة الأئمة والعلماء الذين جعلوا من العلم والذكر طريقًا للإصلاح والبناء.


















0 تعليق