في إطار المحاولات الإسرائيلية لعدم تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزة، بدأت الولايات المتحدة بالتعاون مع الوسطاء الإقليميين في وضع ملامح المرحلة، ما يضع حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو في مأزق، ما بين تنفيذ الخطط الأمريكية أو الحفاظ على الوضع الراهن في القطاع.
ووضعت الولايات المتحدة خطة لإعادة إعمار قطاع غزة تحت مسمى "شروق الشمس"، بتكلفة تتجاوز 112 مليار دولار، وتمت صياغة الخطة في شكلها النهائي بالتعاون مع مصر وقطر وتركيا.
محاولات إسرائيل عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب في غزة
زعمت مصادر إسرائيلية أن ثمة مخاوف في حكومة الاحتلال من احتمال أن تقوم حركة حماس بمحاكاة ما يُعرف بـ عرض تفكيك السلاح، بحيث يظهر للمجتمع الدولي تسليم مسلحين أسلحة قديمة مثل بنادق كلاشينكوف الصدئة، بينما تحتفظ بمعظم ترسانته الفعلية، ما قد يضغط على إسرائيل للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاقية والتراجع عن مواقعها في الخط الأصفر بقطاع غزة لصالح قوة دولية.
وفي هذا السياق، التقى المبعوث الأمريكي الخاص لترامب ستيف ويتكوف في ميامي مع ممثلين عن قطر ومصر وتركيا لمناقشة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاقية.
وشارك في الاجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في إطار الجهود الإسرائيلية لبناء ما وصف بـ الحاجز الأمني ضد تركيا.
وأصدرت الدول المفاوضة بيانًا مشتركًا أعلنت فيه عن دعمها لإنشاء وتفعيل مجلس السلام كإدارة مؤقتة لقطاع غزة في المستقبل القريب.
الاستعدادات الإقليمية للانتقال للمرحلة الثانية
وأشار البيان إلى أن الدول المفاوضة ناقشت تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية، والتي أسفرت عن تقدم ملموس، شمل توسيع المساعدات الإنسانية، وإعادة الرهائن القتلى، وانسحابًا جزئيًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتقليص عمليات العنف.
وأكد البيان أنه في إطار التحضير للمرحلة الثانية تم التأكيد على إمكانية إنشاء هيئة حكومية تدير القطاع تحت سلطة فلسطينية موحدة بهدف حماية المدنيين والحفاظ على الأمن العام.
وكان من المقرر أن يتولى رئاسة مجلس السلام المرشح من قبل ترامب، رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، إلا أن تقارير أشارت إلى أن اعتراض بعض الدول العربية أدى إلى عدم توليه المنصب.
مزاعم إسرائيلية لعرقلة التحركات
أكد مسئولون كبار في إسرائيل أن تل أبيب تصر على تفكيك حقيقي لحركة حماس، ولن تقبل بعروض شكلية أو عروض مسرحية، مشددين على أن التنفيذ الفعلي للاتفاق يرتبط بوقف أي تهديد على أمن الدولة.
وأعربت إسرائيل عن قلقها من ضغوط أمريكية للانتقال إلى المرحلة الثانية قبل استعادة رفات المحتجز الإسرائيلي الأخير رن جويلي، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لضمان التقدم الحقيقي في نزع السلاح.
ووفق المصادر الإسرائيلية، بقي في غزة حتى قبل عدة أشهر بين 2 و4 محتجزين قتلى لم يعرف مكانهم، إلا أن العملية أسفرت في النهاية عن بقاء رفات محتجز واحد فقط، بينما استعيد نحو 20 محتجزًا على قيد الحياة.
وتسيطر إسرائيل على أكثر من 50% من مساحة القطاع، وقد التزمت حماس بالتفكيك الجزئي لسلاحها، ما يعد بمثابة "معجزة واضحة" بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر أنه رغم بعض التخوفات من مبالغة المفاوضين في توقعاتهم، فإن إسرائيل تمنحهم هامشًا من الحركة والفرص لمواصلة جهودهم لإعادة جويلي وبدء نزع السلاح.
وفي إطار التحضيرات، أكدت المصادر الإسرائيلية أن لقاء نتنياهو المرتقب مع ترامب سيكون مهمًا، وستتم مناقشة عدة ملفات من بينها الوضع في غزة وخطة ترامب، والوضع في سوريا ولبنان، إضافة إلى إبراز القلق الإسرائيلي من التوسع الإيراني في إنتاج الصواريخ الباليستية.
اقرأ أيضًا:
انسحاب الاحتلال وتفكيك "حماس".. 10 بنود في خطة ترامب للمرحلة الثانية من اتفاق غزة














0 تعليق