سباق دراجات بخارية ينتهي بمصرع مسن وإصابة أحد المتسابقين في السويس

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أسدل المساء ستاره الثقيل على شارع ناصر بدائرة قسم شرطة فيصل بمحافظة السويس، ليحمل معه مأساة إنسانية جديدة، بعدما تحوّل طريق يعج بالحركة إلى شاهد صامت على نهاية مؤلمة لرجلٍ مسن، خطفه القدر في لحظة طيش وسرعة. 

السباق

سيد أبو الخير، اسم بات يتردد على ألسنة أهالي المنطقة بحزن بالغ، بعدما لقي مصرعه إثر حادث مروع تسبب فيه سباق غير مسؤول بين عدد من الشباب يقودون دراجات نارية، انتهى بمشهد دموي هز القلوب قبل الطرقات.

آخر صلاة

في تل اللحظات، لم يكن الرجل المسن يتوقع أن عبوره المعتاد للطريق سيكون الأخير، خطواته الهادئة اثناء ذهابه لأداء صلاة المغرب اصطدمت بجنون السرعة، حين اندفعت دراجتان ناريتان في سباق محموم، يتحدّى فيه قائداها الزمن والقانون، غير عابئين بعابري الطريق ولا بحرمة الأرواح.

ثوانٍ معدودات كانت كفيلة بتحويل السباق إلى كارثة، إذ اصطدمت إحدى الدراجات بجسد سيد أبو الخير بقوة عنيفة، أطاحت به أرضًا، ليسقط صامتًا، فيما ارتفعت صيحات الفزع من حوله.

شهود العيان رووا أن المشهد كان صادمًا، وأن السرعة الجنونية للدراجات لم تترك للرجل فرصة للنجاة، سقط المتوفي حاملًا آلامه، متأثرًا بإصابات بالغة أودت بحياته في الحال، بينما أُصيب أحد المتسابقين بإصابات متفرقة نتيجة فقدانه السيطرة على دراجته عقب التصادم، في مشهد اختلطت فيه أصوات المحركات بأنين المصابين وذهول المارة.

وسارعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل جثمان سيد أبو الخير إلى مشرحة مجمع السويس الطبي، تحت تصرف جهات التحقيق، تمهيدًا لاستكمال الإجراءات القانونية والتصريح بالدفن. 

كما تم نقل قائد الدراجة النارية المصاب، وهو أحد أطراف السباق، شاب يبلغ من العمر 17 عامًا إلى المجمع الطبي ذاته لتلقي العلاج اللازم، ووصفت حالته الصحية بالمستقرة.

الأجهزة الأمنية بدورها انتقلت إلى مكان الواقعة، وفرضت طوقًا أمنيًا، ورفعت آثار الحادث من الطريق لإعادة تسيير الحركة المرورية التي تعطلت مؤقتًا وتم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيقات للوقوف على ملابسات الحادث، وسماع أقوال المصاب وشهود العيان، وتحديد المسؤوليات القانونية في واقعة كان بطلها الاستهتار وضحيتها إنسان بريء.

شارع ناصر، الذي يعد من الشوارع الحيوية والمزدحمة بدائرة قسم فيصل، بات يحمل في ذاكرته جرحًا جديدًا، ورسالة موجعة مفادها أن سباقات الشوارع ليست استعراضًا للشجاعة، بل مقامرة بالأرواح. وبينما يودّع الأهالي سيد أبو الخير، تتجدد الدعوات لتشديد الرقابة المرورية، ووضع حد لسباقات الدراجات النارية العشوائية، حتى لا تتكرر المأساة، ولا يتحول الطريق مرة أخرى إلى مسرح للحزن والفقد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق